للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيمان ونقصه كما يأتي بعد هذا.

والمرجئة (١) قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط.

والكرامية (٢) قالوا: هو نطق به فقط.

والمعتزلة (٣) قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد كالسلف (٤).

والفرق بين المعتزلة وبين السلف: أن المعتزلة جعلوا الأعمال شرطًا في صحته والسلف جعلوها شرطًا في كماله وهذا بالنظر إلى ما عند اللَّه تعالى أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم عليه بكفر إلا إن بإقرن بإقراره فعل يدل على كفره كالسجود للصنم، فإن كان


(١) سبق التعريف بالمرجئة (١/ ١٧٨).
(٢) سبق التعريف بالكرامية (١/ ١٣٨).
(٣) سبق التعريف بالمعتزلة (١/ ١٦٦).
(٤) قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (ص ٣٧٣):
"اختلف الناس فيما يقع عليه اسم الإيمان اختلافًا كثيرًا، فذهب مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة -رحمهم اللَّه- وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين إلى أنه: تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان".
وذهب كثير من أصحابنا إلى ما ذكره الطحاوي رحمه اللَّه:
أنه الإقرار باللسان والتصديق بالجنان.
ومنهم من يقول إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي، وإلى هذا ذهب أبو منصور الماتريدي.
وذهب الكرامية إلى أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط.
وذهب الجهم بن صفوان وأبو الحسن الصالحي أحد رؤساء القدرية إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب".

<<  <  ج: ص:  >  >>