للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ونظر) (١) عواقبها وعلم ما يؤول إليه من الخطأ والصواب.

وأصحاب الرأي عند الفقهاء هم أصحاب القياس والتأويل كأصحاب أبي حنيفة، وأصحاب أبي الحسن الأشعري -رحمهم اللَّه تعالى- (٢) وهم (ضد أصحاب الظاهر (من) (٣) داود بن علي الأصبهاني) وأبي محمد بن حزم ومن اتبعهما.

وأما أصحاب التأويل فهم ضد أصحابنا من أتباع المأثور والمرور كما جاء عن الشارع مع التفويض (٤) واعتقاد التنزيه عن التمثيل والتشبيه، فإن اللَّه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١].

وقد أنشد ابن حزم (٥) رحمه اللَّه لنفسه (٦):

من عذيري من أناس جهلوا ... لم ظنوا أنهم أهل النظر

ركبوا الرأي عنادًا فسروا ... في ظلام تاه فيه من غبر


(١) ساقطة من "ظ".
(٢) في الكلام هنا شيء من الغموض والمعروف أن أهل الرأي هم: أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من الفقهاء.
وأهل التأويل هم أصحاب الأشعري وغيرهم ممن عرف عنهم تأويل نصوص الصفات، واللَّه أعلم.
(٣) كذا في الأصل، ولعل الصحيح: كداود بن علي. . .
وقد جاءت العبارة في نسخة "ظ" هكذا: وهم من أصحاب الظاهرى من دون اتباع الأصبهاني. . . إلخ والمثبت من الأصل.
(٤) سبق أن بينا أن التفويض ليس مذهب السلف وأن مذهبهم الإثبات والإقرار بما جاء عن اللَّه مع نفي الكيفية والتشبيه، وقد سبق إيضاح ذلك. انظر (١/ ٣٥٠).
(٥) تقدمت ترجمة ابن حزم (١/ ١٤٥).
(٦) انظر: الأبيات في الوافي (١/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>