للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يعتمد عليه، كعمرو بن عبيد في روايته عن الحسن (١٨)، عن أنس في ذلك، وقبيصة (١٩) في روايته عن سفيان (٢٠)؛ مما ذكره عنهما الطحاوي، فاعلم ذلك. اهـ

(٣٧٣) وقال (١) في حديث ابن عباس: (من سمع النداء فلم يجب، فلا


(١٨) عمرو بن عبيد بن باب، المعتزلي المشهور، كان داعية إلى بدعة، اتهمه جماعة، مع أنه كان عابدا، فروايته ضعيفة، لكن لا شاهد فيها لإبن المواق فيما ذهب إليه، وهذا نص روايته من عند الطحاوي: (.. عمرو بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يزل يقنت في صلاة الغداة، حتى فارقته، وصليت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فلم يزل يقنت في صلاة الغداة، حتى
فارقته). اهـ
شرح معاني الآثار، باب القنوت في صلاة الفجر وغيرها (١/ ٢٤٣) - التقريب ٢/ ٧٤ - ت. التهذيب ٨/ ٦٢.
(١٩) قبيصة بن عقبة، السوائي، تقدمت ترجمته في ص: ٣٦٣.
(٢٠) وهذا نص هذه الرواية من عند الطحاوي:
حدثنا أبو أمية: قال: ثنا قبيصة بن عقبة: قال ثنا سفيان، عن عاصم، عن أنس - رضي الله عنه -: قال: إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الركعة شهرا. قال: قلت: فكيف القنوت؟ قال؛ قبل الركوع).
-شرح معاني الآثار (١/ ٢٤٣).
وبهذا يتبين أنه يمكن أن يقال في هذه الرواية -على مذهب ابن القطان- أن أنسا إنما ذكر مذهبه في القنوت، ولم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى هذا الإعتبار، فهذه الرواية لا تخالف الروايات المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - المثبتة للقنوت بعد الركوع من حديث أنس. لكن يستغنى عن هذا كله بما تقدم من ثبوت قنوته - صلى الله عليه وسلم - قبل الركوع، وبعده، كما تقدم.
(١) القائل هو ابن القطان.
جاء في "الأحكام" ما نصه:
(أبو داود، عن ابن عباس؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع المنادى فلم يمنعه من اتباعه عذر: .. قالوا: وما العذر؟ قال: خوف أو مرض- لم تقبل منه الصلاة التي صلى".
هذا يرويه مغراء العبدي، والصحيح موقوف على ابن عباس: من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له. على أن قاسم بن أصبغ ذكره في كتابه؛ فقال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي: قال حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إِلا من عذر". وحسبك بهذا الإسناد صحة، ومغراء هذا العبدي روى عنه أبو إسحاق). اهـ.
- الأحكام، لعبد الحق الإشبيلي: كتاب الصلاة، باب صلاة الجماعة (٢ /ل: ١٩. أ ..)