للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قال ابن حجر في شرح قوله: (نسخ عثمان المصاحف ...): "ودلالته على تسويغ الرواية بالمكاتبة واضح، فإن عثمان أمرهم بالإعتماد على ما في تلك المصاحف ومخالفة ما عداها، والمستفاد من بعثه المصاحف إنما هو ثبوت إسناد صورة المكتوب فيها إلى عثمان، لا أصل ثبوت القرآن فإنه متواتر عندهم". (١)

وجاء في صحيح البخاري بالسند المتصل إلى عبد الله بن عباس، - رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه رجلا وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى ... الحديث. (٢)

قال السخاوي عقب ذكره لهذا الحديث: "وقد صارت كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - دينا يدان بها، والعمل بها لازم للخلق، وكذلك ما كتب به أو بكر، وعمر، وغيرهما من الخلفاء الراشدين فهو معمول به". (٣)

وقال عياض: "وقد استمر عمل السلف فمن بعدهم من الشيوخ بالحديث بقولهم: كتب إلى فلان قال: أخبرنا فلان، وأجمعوا على العمل بمقتضى هذا الحديث وعدوه في المسند بغير خلاف يعرف في ذلك، وهو موجود في الأسانيد كثيرا". (٤)

وتبعه ابن الصلاح فقال: "وكثيرا ما يوجد في مصنفاتهم قولهم "كتب إلى فلان: قال حدثنا فلان" والمراد به هذا، وذلك معمول به عندهم معدود في المسند الوصول". (٥)


(١) الفتح ١/ ١٥٤.
(٢) كتاب العلم، الفتح ١/ ١٥٤ ح: ٦٤.
(٣) فتح المغيث، للسخاوي -بتحقيق علي حسن ٣/ ٨.
(٤) الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض. ص: ٨٦ - وكذا فتح المغيث، للسخاوي -بتحقيق علي حسن - ٣/ ٥.
(٥) علوم الحديث، لإبن الصلاح -بتحقيق عتر- ص: ١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>