للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فقال: (يعني: عن حمزة عن عمر. ليس فيه عن أبيه). فاعلمه /٢٢. أ/ اهـ

(٦٨) وفي باب نسبة الأحاديث إلى غير رواتها؛ قال في -أول حديث منه (١)؛ وهو حديث أنس بن مالك: لا يتمنَّيَن أحدكم الموت لضر نزل به. الحديث .. الذي أخرجه ق من طريق مسلم (٢). وفيما أتبعه به من الرواية الثانية (٣) التي فيها: ولا يدع به. ومن قوله: وقال البخاري (٤): لا يتمنى أحدكم الموت؛ إما محسنا، فلعله أن يزداد خيرا، وإما مسيئا، فلعله أن يستعتب. قولا بين فيه أن الرواية الثانية ليست من حديث أنس عند مسلم؛ وإنما هي من حديث أبي هريرة. وأن الرواية الثالثة كذلك.

قال ع: إنما هي عند البخاري من حديث أبي هريرة لا من حديث أنس كذلك. إلا أنه ليس فيه لفظة (يزداد خيرا). ثم ذكر ع الحديث من طريق


(١) بيان الوهم والإيهام: باب نسبة الأحاديث إلى غير رواتها (١/ ل: ١٦. ب).
(٢) هو عند مسلم من حديث أنس: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار. باب كراهة تمني الموت لضر نزل به (٤/ ٢٠٦٤ ح: ١٣).
وذكره عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام": كتاب الجنائز (٣/ ل: ٦٧. أ).
(٣) هو عند مسلم من حديث أبي هريرة: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه ..) الحديث. نفس الكتاب والباب (٤/ ٢٠٦٥ ح: ١٣).
(٤) بعد أن ذكر ابن القطان أن لفظة (خيرا) ليست في رواية البخاري لِن أنها عند النسائي وأورد الحديث من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة. وثبت فيه قوله: (يزداد خيرا).
وهي كما قال كذلك في سنن النسائي: كتاب الجنائز. باب تمني الموت: (٤/ ٢٩٩ ح: ١٨١٧).
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٣/ ٢٢١) في هذا الحديث: (وقد أحرجه النسائي والإسماعيلي من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري؛ فقال: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة، لكن قال النسائي: إن الأول هو الصواب).
وهو بذلك يشير إلى الحديث من طريق معمر، وشعيب، والزبيدي عن الزهري عن أبي عبيد -سعد ابن عبيد، مولى ابن أزهر بن عوف- عن أبي هريرة. وهذا ما سبق للحافظ أن صرح به بقوله: (الفتح ١٠/ ١٣٠):
وإبراهيم بن سعد ثقة، ولكنه أخطأ في هذا الحديث.
وهذه الرواية التي صوبها النسائي هي التي عند البخاري في كتاب المرضى. باب تمني الموت (١٠/ ١٢٧ ح: ٥٦٧٣) وقد ثبت فيها كذلك قوله (يزداد خيرا) ولو اطلع عليها ابن القطان ما وهم عبد الحق الإشبيلي فيها.