للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بحرف النفي (١)، ولم يتقدم مثله.

ولو قلت: اضرب زيدًا ولا عَمْرًا، ما (٢) استقام على العطف.

قلت: لم يستقم إلى إجراءُ هذا الكلام على القواعد، وليس لنا في كلام العرب واو وُضعت للتعليل، وليس (٣) "لا" هنا للنفي، وإنما هي (٤) الدعائية (٥)؛ مثل: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا} [البقرة: ٢٨٦]، والمراد: أنزل المطر حوالينا حيث لا نستضرُّ به، ولا تُنزله علينا حيث نستضرُّ به، فلم يطلب منع الغيث بالكلية، وهو من حسن الأدب في الدعاء (٦)؛ لأنَّ الغيث رحمة الله (٧) ونعمتُه [المطلوبة، فكيف يُطلب منه رفعُ نعمته] (٨) وكشفُ رحمته؟! وإنما يُسأل سبحانه كشفَ البلاء، والمزيدَ من النعماء، وكذا فعل عليه السلام؛ فإنما سأل جلبَ النفع ودفعَ الضرر (٩)، فهو استسقاء (١٠) بالنسبة إلى محلين، والواو لمحض العطف، و"لا" جازمة، لا نافية، ولا إشكال ألبتة، ولو حذفت الواو، وجعلت "لا" نافية، وهي مع ذلك للعطف، لاستقام


(١) في "ج": "النهي".
(٢) في "ن" و "ع" و"ج": "وأما".
(٣) في "م": "وليس".
(٤) "هي" ليست في "ج".
(٥) في "ن": "ادعائية"، في "ج": "الدعاء".
(٦) في "ن": "الدعائية؛ مثل ربنا لا تؤاخذنا".
(٧) لفظ الجلالة "الله" ليس في "ج".
(٨) ما بين معكوفتين سقط من "ن".
(٩) في "ن": "الضر".
(١٠) في "ن" و "ع" زيادة: "واستصحاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>