للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال الزركشي: قال ابنُ دحية وغيرُه: و (١) هذا الحديث، وإن صح إسناده، لكنه وهم بلا شك، وكأنه سقط منه ذكرُ زينبَ؛ فإنه لا خلافَ بين أهلِ السيرِ بأنها (٢) كانت أولَهن موتاً، وكذلك أخرجه مسلم: "قالت عائشة: وكانتْ أطولَنا يداً زينبُ؛ لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق" (٣).

وقال النووي: هكذا وقع الحديث هنا (٤) في "البخاري" بلفظ معقدٍ يوهم أن أسرعَهن لحوقاً به سودةُ، وهذا الوهم باطل بالإجماع، وإنما هي (٥) زينبُ كما رواه مسلم. انتهى كلام الزركشي (٦).

قلت: لا وهمَ في كلام البخاري ولا تعقيدَ، ولا يوهم ما قاله النووي، وذلك أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فهمن (٧) من طول (٨) اليد (٩) طولَها حساً، ولذلك ذرعوا القصبة، ثم أخبرت عائشة -رضي الله عنها-: أنهن بعدَ تقرر كونِ سودةَ أطولَهن يداً بالمساحة، علمنَ أَنَّ ما فهمنَه أولًا ليسَ مرادَ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه إنما أرادَ طولَ اليد معنىً بالصدقة، وإنما يعلمن ذلك إذا


(١) الواو ليست في "ع".
(٢) في "ن" و"ع": "أنها".
(٣) رواه مسلم (٢٤٥٢).
(٤) في "ج": "ما".
(٥) "هي" ليست في "ن".
(٦) انظر: "التنقيح" (١/ ٣٤٤).
(٧) في "ن": "فهن".
(٨) في "ن": "أطول"، وفي "ع": "أطول إليه طولها".
(٩) "اليد" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>