للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الزركشي: أي: طيبةُ، لا ينصرف للعلمية والثأنيث (١).

قلت: الأولى الانصراف عن بيان مثل هذه الأمور الواضحة؛ إذ لا سبب يقتضي خلاف ذلك.

(فلما رأى أُحداً، قال: هذا جبلٌ (٢) يحبنا ونحبه): قيل: على حذف مضاف؛ أي: يحبنا أهله ونحبهم، وأهله الأنصارُ سكان (٣) المدينة.

وقيل: أراد: أنه كان يبشره إذا رآه عند القدوم كان أسفاره بالقرب من أهله ولقائهم، وذلك فعل المحب، فهو مجاز.

وقيل: بل حبُّه حقيقةٌ، وُضع الحبُّ فيه كما وُضعَ التسبيحُ في الجبال المسبيحة مع داود -عليه السلام-، وكما قيل في تسبيح الحصا، وحنين الجذع، وخشية بعض الحجارة.

قال السهيلي: وفى المسند (٤) من طريق أبي عبس بن جبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُحُّدٌ يحِبُّنا ونُحبُّهُ؛ وهو عَلَي بَاب الجَنَّةِ"، قال: "وعَيرٌ يبْغِضُنَا وَنُبِغضُهُ، وَهو عَلى بَابٍ منْ أَبوَاب النَّاِر" (٥). ويقويه قوله -عليه السلام-: "المرء مَع منْ أَحبَّ" (٦).


(١) انظر: "التنقيح" (١/ ٣٦٣).
(٢) كذا في رواية أبي ذر الهروي والأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت، وفي اليونينية: "جبيل"، وهي المعتمدة في النص.
(٣) في "ج": "وسكان".
(٤) في "ج": "والمسند".
(٥) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٥٠٥) وإسناده ضعيف؛ انظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي (٤/ ١٣).
(٦) رواه البخاري (٦١٦٨)، ومسلم (٢٦٤٠) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>