للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورود "مِنْ" للانتهاء (١)؛ نحو: تقربت منك؛ أي: إليك.

وقد صرح في "التسهيل": بأن من (٢) جملة معاني "من": الانتهاء (٣).

(حتى إن كان يعطي عن بَنِيَّ): هذا من كلام نافع، و"إن" فيه هي (٤) المخففة من الثقيلة.

فإن قلت: فأين اللام الفارقة بينهما وبين النافية؛ كقوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: ١٤٣]؟

قلت: إذا دلَّ على قصد الإثبات، جاز تركها؛ كقوله:

إِنْ كُنْتُ قَاضِيَ نَحْبِي يَوْمَ بَيْنِكُمُ. . . لَوْ لَمْ تَمُنُّوا بِوَعْدٍ غَيْرِ تَوْدِيعِ (٥)

إذ المعنى فيه لا يستقيم إلا على إرادة الإثبات، والدليلُ في الحديث موجود؛ لأنه قال: وكان ابنُ عمر يعطي عن الصغير والكبير، وعناه بقوله: "حتى إنْ كان يعطي عن بني"، ولا تتأتى الغايةُ فيه (٦) مع قصد النفي أصلًا، فتأمل.

* * *


(١) في"ن" و"ج": "من الانتهاء".
(٢) "من" ليست في "ج".
(٣) انظر: "التسهيل مع شرحه" لابن مالك (٣/ ١٣٠).
(٤) "هي" ليست في "ن" و"ج".
(٥) انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص: ٣٠٥ - ٣٠٦).
(٦) "فيه" ليست في "ع".

<<  <  ج: ص:  >  >>