للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهر (١) هذا: أن اجتهاده -عليه الصلاة والسلام- ليس وحيًا ينزل عليه، وأيضًا فليس بين القطع بأن اجتهاده صواب، وبين كونه وحيًا تَلازمٌ.

قال (٢) الثاني: نزولُه وله دويٌّ كدويّ النحل.

الثالث: نزولُه في صورةِ رجلٍ شديدِ بياض الثياب، شديدِ سوادِ الشعر، لا يُرى عليه أثرُ السفر، ولا يعرفُه من الصحابة أحد، وهذه غير صورة دِحْية؛ لأن دحية كان معروفًا.

قلت: فيه نظر؛ فإن ظاهر القصة (٣) التي ذكر فيها مجيء جبريل -عليه السلام- على تلك الصورة يقتضي أنه لم يبلِّغ فيه وحيًا عن الله إلى رسوله (٤) في هذه المرة (٥)، وإنما جاء سائلًا له (٦) عن شرائع الإسلام؛ ليعلِّمَ الناسَ دينَهم، فكيف يعدُّ هذا من وجوه الوحي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام؟!

قال: ويمكن أن يعد وجهٌ (٧) حادي عشر: وهو وحيُ مَلَكِ الجبال إليه؛ لأنه قال: "يا محمد! إنَّ الله أَمَرَني أَنْ أُطيعَكَ في قومِك" (٨)، وبلغه (٩)


(١) في "ع": "فظاهر".
(٢) أي: ابن المنير.
(٣) في "ج" و"ع": "القضية".
(٤) في "ج" زيادة: "- صلى الله عليه وسلم -".
(٥) في "ع": "المدة".
(٦) "له" ليست في "ع".
(٧) في "ع": "وجهًا".
(٨) رواه البخاري (٣٢٣١)، ومسلم (١٧٩٥) وفيه: "يا محمد! إن الله قد سمع قولَ قومِك لك، وأنا ملَكُ الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ ".
(٩) في "ن" و "ع": "فبلغه".

<<  <  ج: ص:  >  >>