للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوع قتال كبير، و (١) قد سبق في العلم القديم إسلامُ جماعةٍ منهم، فحُبس عن ذلك كما حُبس الفيل؛ إذ لو دخلَ أصحاب مكة قتلوا خلقاً، وقد سبق العلم بإيمان (٢) قومٍ منهم، فلم يكن للقتل عليهم سبيل (٣)، فمُنع بسبب ذلك (٤).

وقال الداودي: أراد الأشرمُ هدمَ الكعبة في العام الذي وُلد فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قربوا منها (٥)، برك (٦) الفيلُ، وذلك أن بعضَ من كان مأسوراً عند الأشرم قال في أذن الفيل (٧): إنما يريدون أن يذهبوا بك لتهدمَ الكعبةَ، [فبرك، فجعلوا يضربونه فلا يتحرك] (٨)، فإذا أرادوا صرفه إلى غير مكّة، أسرعَ، فرماهم الله بالحجارة من مناقير الطير وأرجلِها، وتقطعت مفاصلُ الأشرم عُضواً عضواً، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - القصواء بركتْ، علم أن الله أراد صرفَهم عن القتال؛ ليقضيَ الله أمراً كان مفعولاً.

قلت: وتتميم (٩) هذا الكلام أن يقال: إنه - صلى الله عليه وسلم - كان خرج إليهم على


(١) الواو ليست في "ع".
(٢) في "ج": "بالإيمان".
(٣) في "ع": "للقتل منهم سبب".
(٤) انظر: "التنقيح" (٢/ ٦٠٦).
(٥) في "ع": "منهما".
(٦) في "ع": "ترك".
(٧) "الفيل" ليست في "م".
(٨) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(٩) في "ع": "ويتمم".

<<  <  ج: ص:  >  >>