للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يمل وإن مللتم (١).

قلت: الاشتغال بحكاية مثل هذا القول الذي لا يلتفت إليه أمر باطل (٢) لا طائل تحته، ولا وجه لإخراجها عن بابها، ولا شك أن لـ (حتى) الداخلةِ على المضارع المنصوب ثلاثةَ معانٍ: مرادفة إلى، ومرادفة إلا في الاستثناء، وكلاهما ممكن الاعتبار في الحديث، ومرادفة كي التعليلية؛ نحو: أسلم حتى تدخل الجنة، وهذا غير متأتٍّ فيما نحن فيه، وحقيقةُ الملل السآمةُ من الشيء واستثقالُه، وهو على الله محال (٣)، فيكون من باب الاستعارة التبعية؛ أي: لا يترك إثابتكم تركَ مَنْ يستثقل الشيء ويسأم منه، ويحتمل أن يكون من باب المشاكلة.

فإن قلت: أيُّ داع إلى جعل هذا من الاستعارة أو المشاكلة (٤)، مع أن هذا في مقام السلب كما في قولنا: الله ليس بجوهر ولا عرض، وقوله تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: ٢٥٥].

قلت: أشار بعض المحققين إلى أن هذا إنما هو إذا نُفيت أمثالُ ذلك على الإطلاق بمعنى أنها ليست من شأنه، ولا يتصف بها؛ كما في الأمثلة المذكورة (٥)، وأما إذا (٦) نُفيت على (٧) التقييد، فقد رجع النفي إلى القيد،


(١) انظر: "التنقيح" (١/ ٤١).
(٢) "باطل" ليست في "ن" و"ع".
(٣) في "ن": "وهو محال على الله".
(٤) في "ع": "من باب الاستعارة والمشاكلة".
(٥) "المذكورة" ليست في "ج".
(٦) "إذا" ليست في "ج".
(٧) في "ع": "عن".

<<  <  ج: ص:  >  >>