للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو في {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٧]، وفي {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٧]، وفي {يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٤]؛ أي: الجزاء أيضًا.

وإنما كانت الثلاثة أصولَ مقاصد القرآن؛ لأن الغرض الأصلي منه الإرشاد (١) إلى المعارف الإلهية، وما به نظامُ المعاش (٢)، ونجاة العباد (٣).

والاعتراضُ بأن كثيرًا من السور كذلك، يندفع بعدم المساواة؛ لأنها فاتحة الكتاب، وسابقة السور، وقد اقتصر مضمونها على كليات المعاني الثلاثة بالترتيب على (٤) وجه إجمالي؛ لأن أولها ثناء، وأوسطها تعبُّد، وآخرها وعد ووعيد، ثم يصير ذلك مفصلًا في سائر السور، فكانت منها بمنزلة مكةَ من سائر القرى على ما روي: من أنها مُهِّدَت أرضُها، ثم دحيت الأرض من تحتها (٥)، فتستأهل أن تسمَّى أُمَّ القرآن؛ كما سميت مكةُ أُمَّ القرى، على أن وجه التسمية لا يلزم أن يَطَّرد.


(١) في "ع": "الأصيلي الإرشاد".
(٢) في "ع": "لمعاش".
(٣) في "م" و"ع": "المعاد".
(٤) "على" ليست في "ع".
(٥) انظر: "تفسير البغوي" (١/ ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>