للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تسليم صحته، وإما قولٌ بتعليل الاستثناء والقياس.

وليت شعري من أين ثبت تحقق طمعِ الشيطانِ ورجائِه وصدقه في أن هذا المولود محلّ لإغوائه؛ ليلزمنا إخراجُ كلِّ من لا (١) سبيل له (٢) إلى إغوائه، فلعله يطمع في إغواء مَنْ سوى مريم وابنها، ولا يتمكن منه.

ولما ورد عليه أن الاستهلال صارخًا من المس إنما يصح ترتُّبه على حقيقة المس دون مجازه المذكور؟

أجاب: أنه تخييل وتصوير لطمعه (٣) بأن يوقع ذلك المعنى في الخيال بصورة محسوسة، وإلا، فلا استهلال، ولا صراخ.

وتحقيقه أنه استعارة تمثيلية، [شبه حال الشيطان في قصد الإغواء بحال من يمس الشيء باليد، ويعينه (٤) لما يريد على ما ذكر (٥)] (٦) في مثل: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: ٦٧].

وكذلك قول ابن الرومي تخييلٌ وتصوير لانتقال الطفل إلى دار الحوادث والآفات، وتمثيلٌ بحالِ مَنْ تؤذيه (٧) الدنيا بذلك، ويبكي لأجل ذلك، وإلا، فلا إيذانَ من الدنيا، ولا بكاءَ من الطفل، لأجل العلم بذلك.


(١) "لا" ليست في "ع".
(٢) "له" ليست في "ج".
(٣) "لطمعه" ليست في "ع".
(٤) في "ع": "وتعيينه".
(٥) في "ع": "ذكره".
(٦) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٧) في "ع": "ترديه".

<<  <  ج: ص:  >  >>