للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

برجلٍ حسنٍ وجهُه؛ خلافًا للمبرِّدِ والزجَّاج (١).

قلت: ما أظن سيبويه -رحمه الله- يرضى بهذا الاستدلال، وذلك لأن كلًّا من طوع، وملء، وغيظ، ليس صفة مشبهةً (٢)، ولا اسمَ فاعل، ولا مفعول [من فعل لازم حتى يجري مجرى الصفة المشبهة، وإنما كلٌّ منها مصدرٌ لفعل متعدٍّ] (٣)، فطوعُ أبيها بمعنى (٤) طائعة أبيها؛ أي: مطيعة ومنقادة له، ومِلءُ كسائها؛ أي: مالئةُ كسائها، وغيظُ جارتها؛ أي: غائظةُ جارتها (٥)، وجوازُ مثلِ هذا في اسم الفاعل من الفعل المتعدِّي جائزٌ بالإجماع، لا يخالف فيه المبرِّدُ، ولا الزجَّاج (٦)، ولا غيرهما، وبالجملة: فليس هذا من محل النزاع في شيء.

(لا تبثُّ حديثنا تبثيثًا): -بالباء الموحدة وبالثاء المثلثة-؛ أي: لا تُفْشي حديثنا، ولا تُظهره، ويروى بالنون عوض الموحدة، وهو بمعناه.

(ولا تنَقِّث): -بنون مفتوحة فقاف مشددة (٧) مكسورة فثاء مثلثة-؛ أي: لا تُفسد.

(مِيرتَنا): -بكسر الميم-؛ أي: طعامَنا، تصفُها بالأمانة.


(١) انظر: "التنقيح" (٣/ ١٠٥٣).
(٢) في "م": "مشبه".
(٣) ما بين معكوفتين ليس في "ع".
(٤) في "ع": "يعني".
(٥) "أي: غائظة جارتها" ليست في "ج".
(٦) "ولا الزجاج" ليست في "ج".
(٧) "مفتوحة فقاف مشددة" ليس في "ج".

<<  <  ج: ص:  >  >>