للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ: أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ".

(باب: قول الله - عز وجل -: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: ٢٩]): قال المهلَّب وغيرُه: غرضُ البخاري بهذا الباب الفرقُ بين وصفِ (١) كلامِ الله بأنه مخلوق، وبينَ وصفِه بأنه مُحْدَث، وهذا قولٌ لبعض المعتزلة، وبعضِ أهل الظاهر، وهو خطأ من القول؛ لأن الذكرَ الموصوفَ بالإحداث في قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: ٢] [ليس هو نفس كلام الله تعالى] (٢)؛ لقيام الدَّليل على أن المحدَثَ والمخلوقَ والمنشَأَ والمخترَعَ ألفاظٌ مترادفةٌ على معنى واحد، فإذا لم يجز وصف كلامه القائم بذاته بأنه مخلوقٌ، لم يجز وصفُه بأنه محدَث، وإذا كان كذلك، كان الذكرُ الموصوف في الآية بأنه محدَث يرجع إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه قد سُمِّي: ذكرٌ، قال الله تعالى: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠) رَسُولًا} [الطلاق: ١٠، ١١] فسماه: ذِكْراً، فيكون المعنى: ما يأتيهم من ذكرٍ من ربهم؛ أي: ما يأتيهم من رسولٍ من (٣) ربهم، ويحتمل أن يكون المراد بالذكر في الآية: هو (٤) وعظُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتحذيرُه إياهم عن معاصي الله، فسمَّى وعظَه ذِكْراً، وأضافه إليه تعالى؛ لأنه فاعلُه في الحقيقة (٥).


(١) "وصف" ليست في "ج".
(٢) ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(٣) "من" ليست في "م".
(٤) في "ج": "وهو".
(٥) انظر: "التوضيح" (٣٣/ ٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>