للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مخلوقٌ، فهو مبتدعٌ يُزْجَرُ ويُهْجَر، و (١) من قال: إن القرآن مخلوقٌ، فهو كافر يُقتل ولا يُنظر.

وقال: والذي صح عن البخاري - رحمه الله - أنه سئل عن اللفظ، وضايقه السائل، فقال: أفعالُ العباد كلُّها مخلوقة، وكان يقول مع ذلك (٢): القرآنُ كلامُ الله تعالى غيرُ مخلوقٍ.

وذُكر أن مسلمَ بنَ الحجاج - رحمه الله - ثبتَ معه في المحنة، وقال يوماً الذهليُّ ومسلمٌ في مجلسه: من كان يختلفُ إلى هذا الرجل، فلا يختلفْ إلينا، فعلم مسلمٌ أنه المراد، فأخذ طيلسانَه، وقام على رؤوس الأشهاد، وبعث إلى الذهليِّ بجميع الأجزاء التي كان أخذَها عنه.

ومن تمامِ رسوخِ البخاري في الورع: أنه كان يحلفُ بعدَ هذه المحنة أن الحامدَ عنده والذامَّ من الناس (٣) سواء، يريد: أنه لا يكره ذامه طبعاً، ويجوز أن يكرهه شرعاً، فيقوم بالحق لا بالحظ، ويحقق ذلك من حاله أنه لم يمحُ اسمَ الذهليِّ من "جامعه"، بل أثبتَ روايتَه عنه، غيرَ أنه لم يوجد في كتابه إلا على أحد وجهين:

إما أن يقول: حدثنا محمدٌ، ويقتصر.

وإما أن يقول: حدثنا محمدُ بنُ خالد، فينسبه إلى جد أبيه.

ثم سئل عن وجه إجماله واتقاء ذكره بنسبه المشهور؟


(١) الواو ليست في "ج".
(٢) في "ج": "وكان مع ذلك يقول".
(٣) "من الناس": ليست في "ج".

<<  <  ج: ص:  >  >>