للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "تقدمُهُ سورةُ البقرة وآل عمران"؛ يعني: يجعل الله للقرآن صورةً تجيء يوم القيامة بحيث يَراه النَّاسُ؛ ليشفع لقارئه، كما يجعل الله لأعمالِ العباد خيرِها وشرها صورةً تُوضَعُ في الميزان بحيث يراه الناسُ، ويقبلُ المؤمنُ هذا بالإيمان؛ لأنه ليس للعقل إلى مثل هذا سبيلٌ.

وقوله: "تقدمه سورة البقرة" هذا يدلُّ على أنَّ هاتين السورتين أعظمُ من غيرهما؛ لأنهما أطولُ، والأحكام فيهما أكثرُ.

قوله: "كأنهما غمامتان أو ظُلَّتان سوداوان بينهما شرقٌ"، (الشرق) بسكون الراء: الضوءُ والانفراجُ؛ يعني: بينهما فاصلة من الضوء، يحتمل أن تكون هذه الفاصلةُ بينهما لتمييزِ إحدى السورتين من الأخرى، كما فُصِل بين السورتين في المصحف بالتسمية.

قيل: إنَّما جُعِلتا كالظُّلتين؛ لتكونَ أخوفَ وأشدَّ تعظيمًا في قلوب خصمائهما؛ لأنَّ الخوف في الظلةِ أكثرُ.

روى هذا الحديث نوَّاسُ بن سَمعان.

* * *

١٥٢٢ - وعن أُبيِّ بن كَعْبٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أَبا المُنْذِرِ!، أَتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِنْ كتابِ الله مَعَكَ أعْظَمُ؟ "، قُلتُ: الله ورسُولُه أعلَمُ، قال: "يا أَبا المُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيةٍ مِنْ كتابِ الله مَعَكَ أعْظَمُ؟ "، قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، قال: فَضَرَبَ بِيَدهِ في صَدْرِي وقال: "لِيَهْنِكَ العِلْمُ يا أَبا المُنْذِرِ".

ثم قال: "والذي نفس محمد بيده، إنَّ لهذِهِ الآيةِ لِسانًا وشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ المَلِكَ عِنْدَ ساقِ العَرْشِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>