للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"الحمدُ للَّه كثيرًا طَيبًا مُباركًا فيه، غيرَ مَكْفيٍّ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنًى عنهُ ربنا".

قوله: "حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه غيرَ مَكْفي ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتغنًى عنه ربنا". يحتمل إعراب (غير مكفي) وما بعده وجوهًا:

الأول: أن يكون (غيرَ مكفي) منصوبًا صفة (حمدًا)، وما بعده معطوف عليه؛ أي: حمدًا غيرَ مكفي.

(المكفي): مفعول مِنْ: كفى يكفي: إذا دفع شيئًا؛ أي: حمدًا غير مدفوع عنا؛ أي: لا نتركه بل نُلازِمه.

(ولا مُودَّع) - بفتح الدال -؛ أي: لا نودعه؛ يعني: لا نتركه ولا نُعْرِض عنه ولا نستغني عنه؛ أي: ليس ذلك الحمد شيئًا مفزوعًا عنه، ولسنا نستغني عنه بل نحتاج إليه. (ربنا) - بفتح الباء -؛ يعني: يا ربنا.

الوجه الثاني: أن يكون (ربنا) مرفوعًا على الابتداء، و (غير مكفي) خبره، (ولا مودع) (ولا مستغنى عنه) معطوفان على (مكفي).

الوجه الثالث: أن يكون (غير مكفي) صفة (حمدًا) كما ذكرنا، (ولا مودع) معطوف على (مكفي)، (ولا مستغنى) اسم مفعول، و (ربنا) مفعول أُقيم مقام الفاعل، و (عنه) مفعول ثانٍ؛ أي: ولا نَسْتغني ربنا عنه؛ يعني: لا يستغني شيءٌ من المخلوقات عن الرب.

* * *

٣٢٣٣ - عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أكلَ أحدُكُم فنَسيَ أنْ يذكرَ اسمَ الله عَلَى طعامِهِ فليَقُلْ: بسمِ الله أوّلَهُ وآخرَهُ".

قوله: "فليقل بسم الله أوله وآخره"؛ يعني: إذا تذكَّر فليقلْ: (بسم الله أولَه وآخرَه) بنصب اللام والراء، وهما منصوبان على الظرف؛ أي: في أوله

<<  <  ج: ص:  >  >>