للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبيده سيفٌ يومَ الحُدَيبية، وكان يَزْجُرُ من يَصْدُرُ عنه سوءُ أدبٍ عند النبيِّ ممن جاء بالرسالة من أهل مكة، حتى كان يضربُ بنعْلِ غِمْد سيفه يدَ كافرٍ يُحَرَّكُ يدَه على وجه النبي - صلى الله عليه وسلم -.

روى هذا الحديثَ - أعني حديثَ: "من سره" - معاويةُ.

* * *

٣٦٤١ - عَنْ أَبي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَوَكَّئًا عَلَى عَصَاهُ، فقُمْنَا له، فَقَالَ: "لا تَقُومُوا كَمَا تَقُوْمُ الأَعَاجِمُ يُعظَّمُ بَعْضُهُم بعْضًا".

قوله: "متوكِّئًا"؛ أي: مُتَّكِئًا مُعْتَمِدًا بعصًا من مرضٍ كان عليه.

"يُعَظَّمُ بعضُها بعضًا"؛ يعني: الأَولى والأقربُ إلى التقوى: أن لا يُعَظِّمْ أحدًا لأجل ماله ومنصبه، بل ليُعَظَّمْه لأجل عِلْمِه وصلاحِه، فإذا كان القيامُ والتواضعُ لله فحَسَنٌ، وإذا كان للرياء ولأجل المالِ والمنصِب فهو منهيٌّ.

* * *

٣٦٤٢ - عَنْ سَعِيْدِ بن أَبي الحَسَنِ قَالَ: جَاءَنَا أَبُو بَكْرَةَ فِيْ شَهادَةٍ، فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِن مجلِسهِ فأَبَى أنْ يَجْلِسَ فَيْهِ وقَالَ: إِنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عَنْ ذَا، ونَهَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ يَدَهُ بِثَوبِ مَنْ لَمْ يَكْسُهُ.

قوله: "في شهادة"؛ أي: لأداء شهادةٍ كانت عنده لأحد.

"عن ذا"؛ أي: عن هذا؛ يعني: عن أن يُقيم أحدٌ أحدًا، ويجلِسَ مجلِسَه.

"أن يمسحَ الرجلُ يده بثوبِ مَنْ لم يَكْسُه"؛ يعني: إذا كانتْ يدكَ ملطَّخةً بطعامٍ فلا تمسحْ يدَك بثوبٍ أجنَبيًّ، ولكن بإزارِ غلامِك أو ابنكِ أو غيرِهما ممن أَلْبَسْتَه ثوبَه.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>