للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عطاءك عليهم حرامٌ، فيحصلُ لهم النارُ بسببِ تركِ شُكْرِهم نِعَمَك.

* * *

مِنَ الحِسَانِ:

٣٨٣١ - عَنْ ثَوبَانَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَرُدُّ القَدَرَ إلَاّ الدُّعاءُ، ولا يَزيدُ في العُمُرِ إلَاّ البرُّ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنْبِ يُصِيبُهُ".

قوله: "وإنَّ الرجل لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذنب يصيبُه"؛ يعني: وإن الرجلَ ليصيرُ محرومًا من الرزق بشؤمِ اكتسابهِ ذنبًا.

وهذا يؤوَّل على تأويلين:

أحدهما: أن يرادَ بالرزق هنا الثوابُ ودرجة الأُخْروية، ولا شكَّ أن الرجلَ متى ما يقِلُّ ذنبُه تكثرُ درجته الأخروية، ومتى ما يكثرُ ذنبه تَقِلُّ درجتُه الأُخْرَوية.

والتأويل الثاني: أن يرادَ بالرزق الرزقُ الدنيوي من المال والصحة والعافية، وعلى هذا التأويل يُشْكِلُ الحديثُ، وإنما ترى الكفارَ والفُسَّاقَ أكثر مالًا وصحةً من الصُّلَحَاء.

ورُفِعَ هذا الإشكالُ بأن يقول: هذا الحديثُ ليس بعامٍّ، بل هو خاصٌّ في حقِّ بعض الناس، فإن الله تعالى إذا أراد أن يحفظَ مسلمًا عن الذنب، وأن يريدَ دخولَه الجنةَ بلا تعذيبٍ يُصفِّيه من الذنوب في الدنيا، بأن يعاقبَه في الدنيا بسبب ذنبٍ يفعلُه، فإذا أذنبَ ذلك المسلمُ ذنبًا أصابَه عَقِيبَ ذلك الذنب فقرٌ وضيقُ قلبٍ ومرضٌ وجراحةٌ وغيرُ ذلك، وأَلهمَه أن هذا الفقرَ وضيقَ القلب وغيرَها بسبب شؤم ذلك الذنب؛ لينتبَه ذلك المسلمُ، ويتوبَ عن الذنب.

فهذا المسلم هو المرادُ بهذا الحديث لا الكُفَّارُ وبعضُ الفُسَّاق، فإنَّ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>