للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٠٩٣ - عن عبدِ الله بن مَسْعودٍ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيُّها النَّاسُ! ليسَ مِنْ شيءٍ يُقرِّبُكُمْ إلى الجَنَّةِ ويُباعِدُكُمْ مِنَ النارِ إلَاّ قدْ أَمَرْتُكُمْ بهِ، وليسَ شيءٌ يُقرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُباعِدُكُم مِنَ الجنَّةِ إلَاّ قدْ نَهيتُكُمْ عنهُ، وإنَّ الرُّوحَ الأَمينَ - ويُروى: وإنَّ رُوحَ القُدُسِ - نَفَثَ في رُوْعِي: أنَّ نَفْسًا لنْ تموتَ حتَّى تَستكمِلَ رِزْقَها، ألا فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّكُمُ استِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ تَطلُبوهُ بمَعاصِي الله، فإنَّهُ لا يُدرَكُ ما عِندَ الله إلَاّ بطاعتِهِ".

قوله: "نفث في رُوعي"؛ أي: نفخ في قلبي؛ أي: أوقع في قلبي

"وأَجْمِلوا في الطلب"؛ أي: أحسنوا في طلب الرزق؛ أي: اطلبوه من الحلال.

"ولا يحملنكم استبطاء الرزق"، (الاستبطاء): المكث والتأخير؛ يعني: لا تطلبوا الرزق من الحرام بأن يتأخَّر ويمكث إتيانُ رزقكم إليكم من الحلال، كما هو عادة جماعة من الناس، فإنهم يبيعون الخمر وآلات الملاهي، ويتعلمون اللعب والضرب بالملاهي، بسبب قلة ربحهم في الاكتساب من الحلال.

"ما عند الله"؛ أي: الجنة.

* * *

٤٠٩٤ - عن أبي ذَرٍّ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الزَّهادَةُ في الدُّنْيا ليستْ بتَحْريمِ الحَلالِ، ولا إِضَاعَةِ المالِ، ولكنِ الزَّهادَةُ في الدُّنْيا أنْ لا تكونَ بما في يَديْكَ أوْثَقَ مِمَّا في يَدَي الله، وأنْ تكونَ في ثَوابِ المُصيبَةِ إذا أَنْتَ أُصِبْتَ بها أرْغَبَ فيها لوْ أنَّها أُبقِيَتْ لكَ"، غريب.

قوله: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال"، (الزهادة في الدنيا)؛ يعني: عدم الرغبة في الدنيا ليس بأن تحرِّم حلالاً على نفسك، مثل أن لا تأكل اللحم، ولا تلبس ثوبًا جديدًا، بل هذا ليس بزهد، فإن الله تعالى قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>