للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٨٠ - عن عبدِ الله بن مَسْعودٍ قالَ: إنَّ السَّاعةَ لا تَقُومُ حتَّى لا يُقْسَمَ مِيراثٌ ولا يُفْرَحَ بغَنيمةٍ. ثمَّ قالَ: عَدُوٌّ يَجْمَعونَ لأَهْلِ الشَّامِ ويَجْتَمِعُ لَهُمْ أَهْلُ الإِسْلامِ، يعني الرُّومَ، فيتَشَرَّطُ المُسْلِمونَ شُرْطةً للمَوْتِ لا تَرْجِعُ إِلا غالِبةً، فَيقْتَتِلونَ حتَّى يَحْجُزَ بينَهُمُ الليلُ، فَيَفِيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثمَّ يتَشَرَّطُ المُسْلِمونَ شُرْطَةً للمَوْتِ لا ترجِعُ إلا غالِبةً، فيَقتَتِلونَ حتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ، كلٌّ غيرُ غالِبٍ، وتفنَى الشُّرْطَةُ، فإذا كانَ اليومُ الرَّابعُ نَهَدَ إليهِمْ بَقيَّةُ أَهْلِ الإِسلامِ، فيجعلُ الله الدَّبْرَةَ عليهِمْ فَيَقْتَتِلُونَ مَقْتَلةً لَمْ يُرَ مِثلُها، حتَّى إنَّ الطَّائِرَ ليَمُرُّ بجنَباتِهمْ فما يُخَلِّفُهُمْ حتَّى يخِرَّ مَيْتًا، فيتَعادُّ بنو الأَبِ كانوا مِئَةً فلا يَجِدونَهُ بَقِيَ منهُمْ إلَاّ الرَّجُلُ الواحِدُ، فَبأَيِّ غَنيمةٍ يُفْرَحُ؟ أو أَيُّ مِيْراثٍ يُقَسَمُ؟ فبينا هُمْ كذلكَ إذْ سَمِعُوا ببَأْسٍ هو أَكْبَرُ منْ ذلكَ، فجاءَهُمُ الصَّريخُ أنَّ الدَّجَّالَ قدْ خَلَفَهُمْ في ذَرَارِيهِمْ فيَرفُضُونَ ما في أَيديهِمْ ويُقبلونَ، فيَبعثونَ عَشْرَةَ فوارِسَ طَليعةً، قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي لأَعْرِفُ أَسْماءَهُمْ وأَسْماءَ آبائهِمْ، وألوانَ خُيولِهِم هُمْ خَيرُ فَوارِسَ، أو مِنْ خيرِ فَوارسَ على ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ".

قوله: "يعني الروم": هذا تفسير قوله: (عدو)؛ يعني: العدوُّ يكونُ مِنْ أهل الروم.

"يجمعونَ"؛ أي: يجمعونَ الجيشَ والسلاحَ والخيلَ للحرب.

"فَيَشْتَرِطُ المسلمون شُرْطَةً للموت"؛ يعني: شَرَطَ المسلمين مع أنفسهم أن لا يَنهزموا ولا يَرجعوا عن الحرب حتى يغلبوا على الكفار، و (الموت) هنا: بمعنى الحرب.

"حتى يَحجُزَ بينهم الليلُ"؛ أي: حتى يدخلَ الليل فتركوا القتال، (الحَجْزُ): المنع.

<<  <  ج: ص:  >  >>