للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يداه ورِجلاه؛ يعني: المؤمنين يتفاوتون في المرور على الصراط بحسب مراتبهم في القربات والدرجات عند الله سبحانه؛ فبعضُهم يمرُّ على الصراط في غاية السرعة كطرفة العين، وبعضُهم يمرُّ كالبرق الخاطف، وبعضُهم يمرُّ كطيران الطير، وبعضُهم يمرُّ كسَيرِ فرسٍ جوادٍ.

والناس بالإضافة إلى المرور على الصراط على ثلاث طبقات:

الأولى: ناجون سالمون، وهم أهل الإيمان الذين ذُكر مرورُهم قبلُ.

والثانية: مَخدوشون مُرسَلُون؛ أي: مُطلَقون عن الغُل والقيد بعد أن عذِّبوا مدةً، وهم العُصَاةُ من أهل الإيمان أيضًا.

والثالثة: مُكدوسون في نار جهنم؛ يعني: مغلولون مقيَّدون بالسلاسل والأغلال فيها، وهم الكفار.

ويُروى: "مكدوش" بالشين المعجمة؛ أي: مدفوع دفعًا عنيفًا، ويُروى: "مُكَرْدَس" أي: مغلول مجموع الأعضاء في الغُل.

قوله: "ما من أحد منكم بأشدَّ مناشدةً في الحق"، (ما من): جواب للقَسَم، وهو: (فوالذي)، و (من) في (ما من أحد): زائدة للاستغراق، و (أحد): اسم (ما)، و (منكم): صفة لـ (أحد)، و (بأشد): خبره.

و (المناشدة): منصوبة على التمييز، وهو بمعنى المطالبة والمناظرة، من: نَشدتُ الضالَّةَ؛ أي: طلبتُها.

و (في الحق): ظرف المناشدة، وقد تبين للحال تقدير الكلام: ما مِن أحدٍ منكم بأشدَّ مناشدةً في حال أن يتبيَّن لكم الأمرُ الحقُّ من المؤمنين لله يومَ القيامة لنجاةِ إخوانهم الذين في النار، معناه: لا يكون أحدٌ منكم أكثرَ اجتهادًا ومبالغةً في طلب الحق حين ظهر لكم الحق من المؤمنين في طلب خلاص إخوانهم العصاة في النار من النار يومَ القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>