وقال غيرُه: هو الذي في أنامله غِلَظٌ بلا قِصَر، دَلَّ على ذلك ما رُوِيَ في صفته - صلى الله عليه وسلم -: (أنه كان سائلَ الأطراف)؛ أي: مسترسلَها من غير قَبْضٍ ولا تَشَنُّجٍ، وقد شَثُنَ وشَثِنَ وشَنِثَ شَثَنًا وشَنَثًا، فهو شَثِنُ العَقِبين.
* * *
٤٥٠٥ - وعَنِ البَراءِ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْن، لهُ شَعَرٌ بَلَغَ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْراءَ، لمْ أرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنهُ.
قوله:"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مربوعًا"، الحديث.
المربوعُ والرَّبع والرَّبْعَةُ واحدٌ، يقال: رجل رَبْعةٌ، وامرأة رَبْعَةٌ؛ أي: مربوعُ الخَلْق، لا طويلٌ ولا قَصير.
"شحمة الأذن": معلَّق القُرْط.
* * *
٤٥٠٦ - وفي رِوَايَةٍ عَنْهُ قَالَ: مَا رَأيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ أَحْسنَ في حُلَّةٍ حَمْراءَ منْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، شَعْرُهُ يَضرِبُ مَنْكِبَيْهِ، بَعِيْدَ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ، لَيسَ بالطَّويلِ ولا بالقَصِيرِ.
و"اللِّمَّةُ" - بالكسر -: الشعرُ الذي تجاوزَ شحمةَ الأُذُن، فإذا بلغتِ المَنْكِبَين فهي جُمَّة، ذكره في "الصحاح".
* * *
٤٥٠٧ - عَنْ سِمَاكِ بن حَرْبٍ، عَنْ جَابرِ بن سَمُرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ضَليعَ الفمِ، أَشْكَلَ العَينِ، مَنْهُوشَ العَقِبَيْنِ، قِيْلَ لسِماكٍ: ما ضَليعُ الفَم؟ قَالَ: عَظِيْمُ الفَم، قِيْلَ: مَا مَنْهوشُ العَقِبَيْنِ؟ قَالَ: قَليْلُ لَحْمِ