للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤٣٤ - وقال: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فهو في ذِمَّةِ الله، فلا يَطْلُبنكُمُ الله مِنْ ذِمَّتِهِ بشيءٍ, فإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْه مِنْ ذِمَّتِهِ بشيء يُدْرِكْهُ، ثم يَكُبُّهُ على وجهِهِ في نارِ جهنَّمَ"، رواه جُنْدَب القَسْرِيُّ.

قوله: "في ذمة الله"؛ أي: في أمان الله تعالى وعهده.

قوله: "فلا يطلبنكم الله في (١) ذمته بشيء"؛ يعني: مَن صلى الصبح فلا تُلحقوا إليه مكروهًا، فإنكم لو ألحقتم إليه مكروهًا فقد نقضتم عهد الله تعالى فيه، ومَن نقض عهد الله يطلب الله منه عهده فيجازيه بنقض عهده.

قوله: "فإنه من يطلبه"؛ أي: مَن يطلبه الله تعالى لا يمكن التخلُّص منه، بل "يدركه ثم يكبه"؛ أي: يلقيه في نار جهنم.

وإنما خصَّ صلاة الصبح بهذا التهديد؛ لأنه مَن ترك النوم وقام إلى صلاة الصبح فالظاهرُ أنه لا يترك النومَ إلى صلاة الصبح إلا عن خلوصِ النية وصحةِ الإيمان، ومَن كانت هذه صفتُه يستحقُّ أن يشرِّفه الله بمنع الناس عن إيذائه بمثل هذا الحديث.

وفي بعض النسخ: "رواه جندب القشيري" فـ (القُشَيريُّ) بالشين المنقوطة غلط؛ لأن جندبًا هذا هو بَجَليٌّ لا قُشيري، وقد ذكرت (٢) نسبه، والبَجَلي منسوبٌ إلى قبيلة بَجيلة، نعم كان في قبيلة بَجيلة بطنٌ تسمَّى: قسرًا، بالسين غير المعجمة، لعل أحدًا نسب جندبًا إلى قسرٍ فقرأ جماعةٌ: جندب القشيري بـ: جندب القَسْري، على التصحيف.

* * *


(١) في "ش": "من".
(٢) في "ت": "ذكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>