للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"صَبَّ في الجَفَنَة"؛ أي: أراقَ الماءَ من القِرْبَةِ في القَصْعَة.

"بينَ الوُضوءَينِ"؛ أي: لم يُكثِرْ إراقةَ الماءِ ولكنْ "أَبْلَغَ"؛ يعني: أتمَّ الوضوءَ مِن غيرِ نقصانٍ وزيادةٍ.

"فأَدارني عن يَمينه"، (عن) ههنا بمعنى الجانب، يعني: فأدارني عن جانبِ يسارِه إلى جانبِ يمينِه.

قوله: "فتتَامَّتْ صلاتُه"؛ أي: فتوفَّرْت وتَمَّتْ صلاتُه ثلاثَ عشرةَ رَكعةً.

قوله: "فنام حتى نَفَخَ"؛ أي: حتى سُمِعَ صوتٌ منه كما يُسْمَعُ من النائم.

قوله: "فصلى ولم يتوضَّأْ"، هذا خاصيةٌ له عليه السلام لأنه نامتْ عيناه، ولم يَنَمْ قلبُه فلا يبطلُ وُضوؤه بمثل هذا.

وجهُ سؤالِه النورَ لكلِّ عضوٍ: أنه أراد أن يزيدَ الله توفيقَه لما يُحِبُّ ويرضى، وأراد أيضًا تعليمَ أمته أن يسألوا من الله النورَ ليزول عن أعضائهم الظلمةُ الإنسانيةُ والشهوةُ النفسانيةُ، ويَظْهَرَ بها نورٌ يستعملها في طاعةِ الله، فإنه لا حولَ ولا قوة إلا بتوفيق الله وإعانتِه، ونورُ الله: نظرُ عنايته ورحمته.

قوله: "كل ذلك يَسْتاكُ ويتوضَّأُ"، هذا الحديثُ يدلُّ على أن من استاكَ لصلاةٍ، ثم مضى زمانًا يتغيَّرُ فيه الفَمُ، ثم أراد أن يُصَلَّيَ صلاةً أُخرى يُستحَبُّ إعادةُ السَّواكِ، و (الركعاتُ الستُّ) في هذا الحديث هي صلاة الليل، وليس من الوتر؛ لأنه وقعَ بينها وبينَ الوِتْرِ فَصْلٌ كثيرٌ.

فإن قيل: لمَ يتوضَّأُ في هذه الروايةِ بعد ما استيقظَ ولم يتوضَّأْ في الروايةِ المتقدِّمةِ مع أنه نام فيها حتى نَفَخ؟

قلنا: إنما توضَّأَ حيث توضَّأَ لتجديدِ الوضوء؛ لأن وضوءَه عليه السلام لم يبطُلْ بالنوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>