للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومريدًا للآخِرة بوعْظِه الفصيحِ، وكلامِه البليغِ، كما يجعلُه الساحرُ للذي يَرَى سِحْرَه مريدًا له بسحره.

* * *

٩٨٧ - وقال جابر: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطَبَ احمَرَّتْ عيناهُ، وعَلا صوتُهُ، واشتدَّ غضبُهُ حتى كأنه مُنْذِرُ جيشٍ يقولُ: صَبَّحَكم ومَسَّاكم، ويقولُ: "بُعِثْتُ أنا والساعةَ كهاتَيْنِ"، ويَقْرُنُ بينَ أصبعَيْهِ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى.

قوله: "كأنه مُنْذِرُ جيش"؛ أي: مَن أخبرَ جيشًا؛ أي: قومًا بأنه قَرُبَ منهم جيشٌ عظيمٌ ليقتلَهم، ويغيرَ عليهم، يَرْفعُ صوتَه، ويَحْمَرُّ وجهُه إذا أخبرهم باقتراب الجيش.

وسبب رفعِ صوتِه إبلاغُ صوتِه إلى آذانهم، وتعظيمُ ذلك الخبرِ في خواطرهم، وتأثيرُه فيهم، وكذلك رَفَعَ رسولُ الله - عليه السلام - صوتَه، ويحمرُّ وجهُه إذا أخبرَهم؛ لتأثير وَعْظِه في خواطرِ الحاضرين.

قوله: "صَبَّحَكم ومَسَّاكم"، (صَبَّحَكُم)؛ أي: أتاكُم الجيشُ في وقتِ الصَّباح، و (مسَّاكم)، أي: أَتَوكُم في وقتِ المساء، ومَنْ خَوَّفَ أحدًا يقول له هذين اللفظين.

يعني: ستأتيكم القيامةُ بغتةَ، كما أن الجيش يأتي القومَ بغتةً في وقتِ الصباح، وهم نائمون غافلون.

قوله: "بُعِثْتُ أنا والساعة" برفع (الساعة) على العطف على الضمير في (بُعِثْتُ)؛ يعني: مجيئي وبعثتي إليكم قريبٌ من القيامة، فتنبهوا من نوم الغَفْلَةِ.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>