للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الظروف، فإن سائر الظروف تجعل الماء حارًا؛ فيصير النبيذ مسكرًا عن قريب، فرخَّص لهم النبي - عليه السلام - عن شرب النبيذ من كل ظرفٍ ما لم يَصِرْ مُسْكرًا.

* * *

١٢٤٠ - وقال أبو هُريرة - رضي الله عنه -: زارَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قبرَ أُمِّه فَبَكَى وأَبكى مَنْ حَوْلَهُ، فقالَ: "استأذنتُ ربي في أنْ أستَغْفِرَ لها فلم يأْذنْ لي، واستأذنْتُهُ في أن أزورَ قبرَها فأَذِنَ لي، فزوروا القبورَ، فإنها تذكِّرُكم الموتَ".

قوله: "وأبكى من حوله"؛ يعني: حتى بكى الذين معه لكثرة بكائه، هذا يدل على أن البكاء جائز.

قوله: "فلم يؤذن لي" وإنما لم يأذن الله تعالى له في أن يستغفر لأمه؛ لأنها كانت كافرةً، والاستغفارُ للكافر والكافرة لا يجوز؛ لأن الله تعالى لن يغفر لهم أبدًا.

قوله: "فاستأذنته في أن أزور قبرها": هذا تعليمٌ لأمته في قضاء حقوق الآباء والأمهات، والأقارب والأصدقاء؛ [أي:] مع أن أمي كافرة لم أترك قضاء حقِّها من الزيارة، فلا تتركوا زيارة قبور المسلمين.

* * *

١٢٤١ - عن بُرَيدَة - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلِّمُهم إذا خَرَجوا إلى المقابرِ: "السلامُ عليكم أهلَ الديارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُونَ، نسأَل الله لنا ولكم العافية".

وعنه في روايةٍ: "إنَّا إنْ شاء الله بكم لاحِقُون، أنتم لنا فَرَطٌ ونحن لكم تَبَعٌ، نسأل الله العافية".

<<  <  ج: ص:  >  >>