للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، وقرأ قالون بهمزة ساكنة بعد نقل الحركة، قال الحلواني عنه مثل: {عاد العلي} وهذا معنى رواية القاضي والمزني والقطري، والكسائي، وأحمد بن صالح عنه، وكذلك قرأت في رواية أبي نشيط، الشحام عنه، وقال لي فارس بن أحمد عن عبد الله بن الحسين عن أصحابه عن الحلواني عن قالون بغير همز، قال لي فارس: وكان عبد الله لا يعرف الهمز، ولم يضبط، وغلط فيما حكاه، لأن الحذاق من أهل الأداء بذلك يأخذون في مذهبه كأبي بكر النقاش. وأبي إسحاق بن بعد الرزاق وأبي بكر بن حماد وغيرهم من أصحاب الجمال وغيره. وقد كان بعض المنعحلين لمذاهب القراء يقول (١) بأنه لا وجه لقراءة قالون بحيلة، وجهل العلة، وذلك أن {أولى} وزنها (فعلى) لأنها تأنيث (أول) كما أن (أخرى) تأنيث (آخر) هذا في قول من لم يهمز الواو فمعناها على هذا، المتقدمة، لأن أول الشيء متقدمة، فأما من قول قالون فهي عندي مشتقة من (وأل) أي لجا، ويقال نجا، فالمعنى أنها نجت بالسبق لغيرها، فهذا وجه بين من اللغة والقياس، وإن كان غيره أبين، فليس سبيل ذلك أن يدفع ويطلق عليه الخطأ، لأن الأئمة إنما تأخذ بالأثبت عندها في الأثر دون القياس إذ كانت القراءة سنة، وبالله التوفيق.

فالأصل فيها على قوله: {وءلى} بواو مضمومة بعدها همزة ساكنة، فأبدلت الواو همزة لإنضمامها كما أبدلت في (أقتت) وهي من الوقت فاجتمعت همزتان (٢) الثانية ساكنة، والعرب لا تجمع بينهما على هذا الوجه فأبدلت الثانية واوًا لسكونها وانعسمام ما قبلها كما أبدت في {نُؤْمِنُ}


(١) في (ت) (يقولون).
(٢) في الأصل (لأن) قبل (الثانية) وهي زيادة خاطئة من الناسخ ولا توجد في باقي النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>