للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقترنًا بالفاء الرابطة، وبإذا الفجائية في آيات كثيرة، كما جاء الجواب جملة اسمية فيها ما يمنعها من العمل فيما قبلها مثل تصديرها بما، و (إن) النافيتين، أو بلا النافية للجنس، أو بإن المكسورة المشددة، أو فيها مصدر لا يعمل فيما قبله أو مصدر موصوف، وكل هذا يؤيد رأي المحققين في أن ناصب (إذا) هو شرطها. وانظر إعراب القرآن للزجاج ص ٨٨٢.

ومن يرى أن الناصب لإذا هو جوابها فيقول: الفاء الرابطة لا تمنع من عمل الجواب في (إذا). قال العكبري ١: ٤٨ في قوله تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} ٢: ١٩٨ و (إذا) ظرف، والعامل فيها {فاذكروا}، ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها، هذا ما قاله العكبري هنا، ولكنه قال في قوله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم} ٦: ٥٤: «العامل في (إذا) معنى الجواب، أي سلم عليهم» [١: ١٣٦ - ١٣٧] وقال الزمخشري في قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا * فسبح} ١١٠: ١ - ٣: «(إذا) منصوبة بسبح» [الكشاف ٤: ٢٣٩].

وقال الرضي في «شرح الكافية» ٢: ١٠٤: «الفاء زائدة. زيدت ليكون الكلام على صورة الشرط والجزاء: وإنما حكما بزيادتها، لأن فائدتها التعقيب كما ذكرنا أن السببية لا تخلو من معنى التعقيب و {إذا جاء} ظرف للتسبيح، فلا يكون التسبيح عقب المجيء، بل وفي وقت المجيء».

وفي آيات كثيرة نراهم يقدرون عاملاً لإذا دل عليه الجواب كما في قوله تعالى:

١ - {كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق} [٧٥: ٢٦ - ٣٠].

في العكبري ٢: ١٤٥: «العامل في (إذا) معنى {إلى ربك يومئذ المساق} أي إذا بلغت الحلقوم رفعت إلى الله تعالى».

<<  <  ج: ص:  >  >>