للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الرضي في شرح الكافية [١: ٢١٣]: «وتأويل النفي في غير الألفاظ المذكورة (أبي، قل، أقل) نادر ... ولا يجوز: مات الناس إلا زيد، لم يعش الناس إلا زيد».

* * *

ومما يتصل بهذا النحويين منعوا أن يجئ الاستثناء المفرغ بعد (ما زال وأخواتها) لأن نفيها إيجاب.

قال ابن الحاجب في كافيته ص ٤٦: «ومن ثم لم يجز ما زال زيد إلا عالما وقال في شرحها «لأن معنى (ما زال): ثبت، فصار استثناء مفرغا في الواجب فلا يستقيم المعنى فيه، ثم لو سلم أنه يجوز الاستثناء المفرغ في الواجب فإنه لا يستقيم ها هنا، لأن وضع (ما زال) لإثبات ما انتصب بها، و (لا) بعد الإثبات للنفي فيما بعدها، وهو خبر (ما زال) فيصير هذا المنصوب مثبتا، لكونه خبر لما زال، منفيا لوقوعه بعد (إلا) بعد الإثبات، فيصير منفيا مثبتا في حالة واحدة، وهو محال».

وفي الموشح للمرزباني: «عن المازني: قال: حدثنا الأصمعي: قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: أخطأ ذو الرمة في قوله:

حراجيج ما تنفك إلا مناخة على الخسف أو ترمى بها بلدا قفرا

في إدخال (إلا) بعد قوله: (ما تنفعك) قال الفضل بن الحباب: لا يقال: ما زال زيد إلا قائما».

قال الصولي: وسمعت أحمد بن يحي يقول: لا تدخل مع (ما ينفك، وما يزال) (إلا)، لأن (ما) مع هذه الحروف خبر وليست بجحد» ص ١٨٢ يريد أن (ما) نافية، و (أنفك، زال) بمعنى النفي، ونفي النفي إثبات.

وقال الرضي في شرح الكافية ١: ٢١٧: ٢١٨: «أي ومن جهة أن المفرغ إنما يجئ في غير الموجب امتنع: ما زال زيد إلا عالما، لأن (ما زال) موجب، إذ النفي إذا دخل على النفي أفاد الإيجاب الدائم .. فيكون المعنى دام زيد على جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>