للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا كان المبتدأ أجرى مجرى اسم الشرط .. وإن كانت عاطفة كان ذلك الاسم مرفوعا إما مبتدأ كما تأول سيبويه في {والسارق والسارقة} وإما خبر مبتدأ محذوف، كما قيل القمر والله فانظر إليه، والنصب على هذا المعنى دون الرفع، لأنك إذا نصبت احتجت إلى جملة فعلية تعطف عليها بالفاء، وإلى حذف الفعل الناصب، وإلى تحريف الفاء إلى غير محلها، فإذا قلت: زيدا فاضربه فالتقدير: تنبه فاضرب زيدا اضربه حذفت تنبه، وحذفت اضرب، وأخرت الفاء لدخولها على المفسر، وكان الرفع أولى، لأنه ليس فيه إلا حذف مبتدأ، أو حذف خبر، فالمحذوف أحد جزئي الإسناد فقط، والفاء واقعة في موقعها، ودل على ذلك المحذوف سياق الكلام والمعنى». وانظر البحر ٦: ٤٢٧

٥ - {ذلكم فذوقوه وأن للكافرين عذاب النار} [٨: ١٤].

في شرح الكافية للرضي ١: ١٥٢: «ويجوز أن يكون بتقدير: هذا كذا فليذقوه».

وفي الكشاف ٢: ٢٠٥: «ومحل (ذلكم) الرفع، على: ذلك العقاب (أو العقاب) ذلكم: ويجوز أن يكون نصبا على عليكم ذلك فذوقوه، كقولك: زيدا فاضربه».

ولا يجوز هذا التقدير، لأن (عليكم) من أسماء الأفعال، وهي لا تضمر، وتشبيه له بقولك: زيدا فاضربه ليس يجيد، لأ، هم لم يقدروه بعليك زيدا فاضربه، وإنما هذا منصوب على الاشتغال، وقد أجاز بعضهم في ذلك أن يكون منصوبا على الاشتغال، وقال بعضهم: لا يجوز أن يكون (ذلكم) مبتدأ (فذوقوه) الخبر، لأن ما بعد الفاء لا يكون خبرا للمبتدأ، إة أن يكون المبتدأ اسم موصولا، أو نكرة موصوفة، نحو: الذي يأتيني فله درهم, وهذا الذي قاله صحيح.

ومسألة الاشتغال تنبني على صحة جواز أن يكون (ذلكم) يصح فيه الابتداء، إلا أن قولهم: زيدا فاضربه وزيد فاضربه ليست الفاء هنا كالفاء في الذي يأتيني

<<  <  ج: ص:  >  >>