للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا كان أجنبيًا فلا يجوز بحال. البحر ١٧٩:٧

وفي المحتسب ١٦٥:٢: ومن ذلك قراءة الجحدري وابن السميفع وأبي حيوة: (أثر رحمة الله) (كيف تحيي).

قال أبو الفتح: ذهب بالتأنيث إلى لفظ الرحمة، ولا تقول على هذا: أما ترى إلى غلام هند كيف تضرب زيدًا؟ بالتاء، وفرق بينهما أن الرحمة قد يقوم مقامها أثرها، فإذا ذكرت أثرها فكأن الغرض في ذلك إنما هو هي، تقول: رأيت عليك النعمة، ورأيت عليك أثر النعمة، ولا يعبر عن هند بغلامها. ألا ترى أنك لا تقول: رأيت غلام هند وأنت تعني أنك رأيتها، ـ وأثر النعمة كأنه هو النعمة».

اكتساب المضاف التذكير بالإضافة

١ - إن رحمة الله قريب من المحسنين [٥٦:٧]

في معاني القرآن للفراء ٣٨٠:١ - ٣٨١: «ذكرت قريبًا لأنه ليس بقرابة في النسب. قال: ورأيت العرب تؤنث القريبة في النسب لا يختلفون فيها، فإذا قالوا: دارك منا قريب؛ أو فلانة منك قريب في القرب والبعد ذكروا وأنثوا. وذلك أن القريب في المعنى، وإن كان مرفوعًا فكأنه في تأويل: هي من مكان قريب، فجعل القريب خلفًا من المكان ...».

وفي معاني القرآن للزجاج ٣٨٠:١ - ٣٨١: «إنما قيل: قريب؛ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد؛ وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي. وقال الأخفش: جائز أن تكون الرحمة هاهنا في معنى المطر، وقال بعضهم: هذا ذكر ليفصل بين القريب من القرابة والقريب من القرب. وهذا غلط لأن كل ما قرب من مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التذكير والتأنيث».

وفي الكشاف ١١:٢: «وإنما ذكر (قريب) على تأويل الرحمة بالرحمة أو الترحم، أو لأنه صفة موصوف محذوف، أي شيء قريب، أو على تشبهه بفعيل الذي هو بمعنى مفعول، كما شبه ذاك به، فقيل: قتلاء وأسراء، أو على أنه بزنة المصدر الذي هو النقيض والضعيف، أو لأن تأنيث الرحمة غير

<<  <  ج: ص:  >  >>