للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - لقد تقطع بينكم [٩٤:٦]

قرأ المدنيان والكسائي وحفص بنصب النون، وقرأ الباقون برفعها.

النشر ٢٦٠:٢، الإتحاف: ٢١٣، غيث النفع: ٩٣، الشاطبية: ١٩٨

وفي الكشاف ٤٧:٢: «ومن رفع فقد أسند الفعل إلى الظرف، كما تقول: قوتل خلفكم وأمامكم».

وفي البيان ٣٣٢:١: «يقرأ (بينكم) بالنصب والرفع.

فالرفع على أنه فاعل (تقطع) ويكون معنى بينكم: وصلكم، فيكون معناه: لقد تقطع وصلكم.

والنصب على الظرف، تقديره: لقد تقطع ما بينكم، على أن تكون (ما) نكرة موصوفة، ويكون (بينكم) صفة فحذف الموصوف، ولا تكون موصولة على مذهب البصريين؛ لأن الاسم الموصول لا يجوز حذفه وأجازه الكوفيون».

وفي البحر ١٩٢:٤ - ١٨٣: «قرأ جمهور السبعة (بينكم) بالرفع، على أنه اتسع في الظرف، وأسند الفعل إليه؛ فصار اسمًا كما استعملوه اسمًا في قوله: {ومن بيننا وبينك حجاب} وكما حكى سيبويه: هو أحمر بين العينين، ورجحه الفارسي أو على أنه أريد بالبين الوصل، أي لقد تقطع وصلكم قاله أبو الفتح والزهراوي والمهدوي، وقطع فيه ابن عطية، وزعم أنه لم يسمع من العرب البين بمعنى الوصل، وإنما انتزع ذلك من هذه الآية.

وقرأ نافع وحفص والكسائي (بينكم) بفتح النون؛ وخرجه الأخفش على أنه فاعل؛ ولكنه بني على الفتح، حملاً على أكثر أحوال هذا الظرف، وقد يقال لإضافته إلى مبنى، كقوله: {ومنا دون ذلك} وخرجه غيره على أنه منصوب على الظرف، وفاعل (تقطع) التقطع. قال الزمخشري: وقع التقطع بينكم، كما تقول: جمع بين الشيئين، تريد أوقع الجمع بينهما، على إسناد الفعل إلى مصدره بها التأويل.

وقيل: الفاعل مضمر يعود على الاتصال الدال عليه قوله: (شركاء).

وأجاز أبو البقاء أن يكون (بينكم) صفة لفاعل محذوف، أي لقد تقطع شيء

<<  <  ج: ص:  >  >>