للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشاركة المعطوف للمعطوف عليه

١ - شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ [١٨:٣}

مشاركة الملائكة وأولو العلم لله في الشهادة من حيث عطفا عليه لصحة نسبة الإعلام، أو صحة نسبة الإظهار والبيان، وإن اختلفت كيفية الإظهار والبيان. وقيل: نسق شهادة الملائكة على شهادة الله، وإن اختلفا معنى لتماثلهما لفظًا، كقوله: (إن الله وملائكته يصلون على النبي] البحر ٤٠٢:٢

٢ - فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ [٢٠:٣]

(من) في موضع رفع وقيل في موضع نصب مفعولاً معه. ولا يمكن حمله على ظاهره، لأنه إذا عطف على الضمير في أكلت رغيفًا وزيد لزم من ذلك أن يكونا شريكين في أكل الرغيف، وهنا لا يسوغ ذلك، لأن المعنى ليس على أنهم أسلموا هم وهو صلى الله عليه وسلم وجوههم لله، إنما المعنى أنه صلى الله عليه وسلم أسلم وجهه لله، وهم أسلموا وجوههم لله، فالذي يقوى في الإعراب أنه معطوف على ضمير محذوف منه المفعول، لا مشارك في مفعول (أسلمت) والتقدير: ومن اتبعني وجهه، أو أنه مبتدأ محذوف الخبر، أي ومن اتبعني كذلك ويمتنع نصبه على المفعول معه لأنك إذ قلت: أكلت رغيفًا وعمرًا دل ذلك على أنه مشارك لك في أكل الرغيف، وقد أجاز هذا الوجه الزمخشري، وهو لا يجوز البحر ٤١٢:٢، الكشاف ٣٤٧:١

٣ - أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ [١٨:٢٢]

لا تعارض بين قوله: {ومن في الأرض} لعمومه، وبين قوله (وكثر من الناس لخصوصه، لأنه لا يتعين عطف (وكثير) على ما قبله من المفردات

<<  <  ج: ص:  >  >>