للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السهم، من الرمية، لا يرجعون حتى يرتد السهم على فُوقه، هم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منا في شيء، مَنْ قاتلهم كان أولى بالله منهم قالوا: يا رسول الله! ما سيماهم؟ قال: "التحليق".

قلت: رواه أبو داود في السنة من حديث قتادة عن أبي سعيد الخدري وأنس بن مالك (١)، كلّ يرفعه، وقتادة لم يسمع من أبي سعيد، وسمع من أنس.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قال بعضهم: يجوز أن يكون مضاف الاختلاف والفرقة محذوفًا، تقديره: سيكون في أمتي أهل اختلاف وفرقة، ويجوز أن يكون المراد به نفس الاختلاف، أي سيحدث في أمتي اختلاف، فعلى الأول: يكون قوم بدلًا منه، أو خبرَ مبتدأ محذوف أي هم قوم، وعلى الثاني: يكون قوم مبتدأ، والخبر قوله: هم شر الخلق، ويجوز أن يكون قوم فاعلًا بفعل محذوف، دل عليه معنى الفرقة أي يضل بها قوم، والقيل: يقال: قلت قولًا وقالا وقيلًا.

والتراقي: جمع ترقوة وهي بفتح التاء ثالثة الحروف وسكون الراء المهملة وضم القاف وهي: العظمة التي بين ثُغْرة النحر والعاتق، وهما ترقوتان من الجانبين، ووزنها فَعْلوة بالفتح (٢)، والرمية: تقدم تفسيرها في الحديث الثالث من هذا الباب.

وعلى فوقه: هو بضم الفاء وبالواو والقاف. والفوق: موضع الوتر من السهم، والمعنى: أنهم لا يرجعون إلى الدين أبدًا، حتى يرتد السهم على فوقه حين رمي، وذلك مستحيل ممتنع.


(١) أخرجه أبو داود (٤٧٦٥) ورجال إسناد ثقات، لكنه منقطع بين قتادة وأبي سعيد، أما حديث قتادة عن أنس -الذي أشار إليه المؤلف- أخرجه ابن ماجه (١٧٥)، والحاكم (٢/ ١٤٧)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو رواية لأبي داود (٤٧٦٦)، انظر هداية الرواة (٣/ ٤٠٧).
(٢) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ١٨٧).