للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت. رواه أبو داود وابن ماجه جميعًا في الحدود، والترمذي في السير والنسائي فيه وفي غيره، أربعتهم من حديث عطية القرظي، وقال الترمذي: حسن صحيح. (١)

٣٠٥٠ - قال: خرج عبدان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يعني يوم الحديبية قبل الصلح، فكتب مواليهم قالوا: يا محمد! والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربًا من الرقّ، فقال ناس: صدقوا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردهم إليهم، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "ما أُراكم تنتهون يا معشر قريش! حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا"، وأبى أن يردّهم، فقال: "هم عُتَقاء الله".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد، والترمذي في المناقب أتم منه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث ربعي عن علي، وقال أبو بكر البزار: ولا نعلمه يروى عن علي إلا من حديث ربعي عنه رحمه الله (٢).

وعبدان: بكسر الحرفين وتشديد الدال جمع عبد، ويقال أيضًا، عبدان: بضم العين وسكون الباء، وكذلك عبدان: بكسر العين وسكون الباء وتخفيف الدال فيهما.

قال الخطابي (٣): وهذا أصل في أن من خرج مسلمًا من دار الكفر، ليس لأحد عليه قدرة فهو حر، وإنما يعتبر أمره بوقت الخروج منها إلى دار الإسلام فأما الحالة المتقدمة فحكمها مُهدر بما تحدد له.


(١) أخرجه أبو داود (٤٤٠٤)، وابن ماجه (٢٥٤١)، والترمذي (١٥٨٤)، والنسائي في الكبرى (٨٦٢٠).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٧٠٠)، والترمذي (٣٧١٥) وفي إسناده ابن إسحاق وقد عنعن، والبزار (٩٠٥)، وقال الزيلعي في نصب الراية (٣/ ٢٨٠): ورواه الحاكم في المستدرك في الجهاد وقال: صحيح على شرط مسلم. ورواه أحمد (١/ ١٥٥) وفيه شريك بن عبد الله القاضي وهو سيء الحفظ. كما ذكر الحافظ في التقريب (٢٨٠٢).
(٣) انظر: معالم السنن للخطابي (٢/ ٢٥٦).