للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٥٤٠ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الآباط".

قلت: رواه البخاري في اللباس، ومسلم والنسائي وابن ماجه ثلاثتهم في الطهارة وأبو داود في الترجل كلهم من حديث أبي هريرة يرفعه. (١)

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الفطرة خمس" أي من الفطرة خمس، لما جاء في الحديث الصحيح "عشر من الفطرة" ومعنى الفطرة: السنة.

والمراد: سنن الأنبياء عليهم السلام التي أمرنا أن نقتدي بهم فيها، وهذه الخصال ليست بواجبة إلا الختان، فإنه قال بوجوبه على الرجال والنساء الشافعي وجماعة من العلماء.

٣٥٤١ - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خالفوا المشركين: أوفروا اللحى، وأحفوا الشوارب".

ويروى: "أنهكوا الشوارب، وأَعفُوا اللحى".

قلت: رواه الشيخان في اللباس من حديث نافع عن ابن عمر يرفعه، كذا قاله المزي في الأطراف، ولم أره في مسلم في اللباس إنما هو في الطهارة. (٢)

قال البغوي (٣): "إحفاء الشوارب": أن تؤخذ حتى تحفى وترق، وقد تكون بمعنى الاستقصاء في الأخذ، قال في الفائق (٤): الإحفاء والحفو: أن يلزِق الجزّ، ومنه أمرنا أن نحفي الشوارب ونعفي اللحى، والإعفاء: التوفير، من عفى الشيء: إذا كثر، وعفوته وأعفيته أنا، انتهى، وهو بقطع الهمزة في أحفوا وأعفوا، وقال ابن دريد: يقال حفا الرجل شاربه يحفوه إذا استأصل أخذ شعره، فعلى هذا يكون همزة أحفوا همزة وصل،


(١) أخرجه البخاري (٥٨٩١)، ومسلم (٢٥٧)، والنسائي (١/ ١٣)، وابن ماجه (٢٩٢)، وأبو داود (٤١٩٨)، وكذلك الترمذي (٢٧٥٦).
(٢) أخرجه البخاري (٥٨٩٢)، ومسلم في الطهارة (٢٥٩). وانظر: تحفة الأشراف (٦/ ١٨٩ رقم ٨٢٣٦).
(٣) انظر: شرح السنة (١٢/ ١٠٧).
(٤) انظر: الفائق للزمخشري (١/ ٢٩٤).