للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجمهور من العلماء: كانت العرب تزعم أن الغيلان في الفلوات وهي جنس من الشياطين، فتتراءى للناس، وتتغول تغولًا أي تتلون تلونًا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وقال آخرون: ليس المراد نفي وجود الغول، وإنما معناه ما تزعمه العرب من التلون بالصور المختلفة واغتيالها، وقالوا: معنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدًا، ويشهد له حديث: "لا غول ولكن السعالي" قال العلماء: السعالى بالسين المفتوحة والعين المهملة، وهم سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل، وفي الحديث الآخر: "إذا تغولت الغيلان فنادوا بالأذان" أي ادفعوها، وهذا يدل على أنه ليس المراد نفي وجودها، وفي حديث أبي أيوب: "كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأكل منه" (١).

٣٦٧١ - قال: كان في وفد ثقيف رجلٌ مجذوم، فأرسل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا قد بايعناك فارجْع".

قلت: رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب من حديث الشريد بن سويد يرفعه، ولم يخرجه البخاري، ولا أخرج عن الشريد ابن سويد في كتابه شيئًا. (٢)

تنبيه: نقل ابن الأثير في جامع الأصول (٣) أن هذا الحديث للنسائي خاصة وهو ثابت في مسلم والله أعلم.

فقال: إن الجذام له رائحة تُسقم كل من أطال مخالطته ومجالسته لاشتمام تلك الرائحة، وليس قوله - صلى الله عليه وسلم - "فر من المجذوم" من باب العدوى بل من باب الطب، كما أن اشتمام الرائحة الكريهة المضرة تضر بدنه، والطيب الملائمة ينفعه (٤).


(١) انظر هذا الكلام في المنهاج للنووي (١٤/ ٣١٠ - ٣١١)، وشرح السنة للبغوي (١٢/ ١٧٣ - ١٧٤).
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٣١)، والنسائي (٧/ ١٥٠)، وابن ماجه (٣٥٤٤).
(٣) انظر: جامع الأصول (٧/ ٦٤٢) وقد ذكره أيضًا في (٧/ ٤١٤) وعزاه لمسلم.
(٤) انظر: شرح السنة للبغوي (١٢/ ١٧١).