للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذهب قوم إلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحسن الشعر ولكن لا يقوله: وتأولوا قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} وأنه رد على المشركين في قولهم (بل هو شاعر) ومن ذكر بيتًا واحدًا لا يلزمه هذا الاسم.

واختلفوا في الرجز هل هو شعر أم لا؟ فقال: قوم إنه ليس بشعر، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرتجز، ولو كان شعرًا لكان ممنوعًا عنه، وذهب قوم إلى أنه شعر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر هذه الكلمات على طريق النظم، بل قال: "هل أنت إلا أصبع دميت". من غير مد "دميت" وقال: "أنا النبي لا كذب" بفتح الباء، "أنا ابن عبد المطلب" بالخفض أو لم يكن عن نيّة ورويّة وإن استوى على وزن الشعر، ومثله موجود في نثر الفصحاء وأما التمثيل ببيت من شعر فكان مباحًا له - صلى الله عليه وسلم -. (١)

٣٨٥٧ - قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يوم قريظة لحسان بن ثابت: "اهج المشركين، فإن جبريل معك".

قلت: رواه الشيخان. (٢)

٣٨٥٨ - كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لحسان: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس".

قلت: رواه الشيخان من حديث أبي هريرة: أن عمر مر بحسان، وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظ إليه، فقال: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة وقال: أنشدك الله أسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس؟ " قال: اللهم نعم، البخاري: في بدء الخلق وفي الأدب وفي الصلاة ومسلم في الفضائل وأبو داود في الأدب والنسائي في الصلاة وفي اليوم والليلة كلهم من حديث أبي هريرة (٣).


(١) انظر هذا الكلام في شرح السنة للبغوي (١٢/ ٣٧٢ - ٣٧٣).
(٢) أخرجه البخاري (٤١٢٤)، ومسلم (٢٤٨٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦١٥٢)، و (٤٥٣)، ومسلم (٢٤٨٥)، وأبو داود (٣٢١٢)، والنسائي في الكبرى (٧٩٥)، وفي عمل اليوم والليلة (١٧١).