للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال بعض الرواة وهو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان لا أدري أهلكُهم أو أهلكَهم بالنصب أو بالرفع، قال الحميدي (١): والأشهر الرفع أي أشدهم هلاكًا وذلك إذا قال ذلك على سبيل الازراء والاحتقار وتفضيل نفسه عليهم لأنه لا يدري سر الله في خلقه انتهى.

وقيل معناه: أنهم قد استحقوا العقوبة والمصير إلى العذاب فهوا أشد هلاكًا لأنه سد باب التوبة هو الرجاء من الله تعالى.

٣٨٨٤ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تجدون شر الناس يوم القيامة: ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه".

قلت: رواه الشيخان كلاهما في الأدب من حديث أبي هريرة. (٢)

قال الطبري: وذم ذي الوجهين إذا كان في غير إصلاح، ولم يدع إليه ضرورة لا يمكن دفعها إلا به، أما إذا ادعت ضرورة فيوري بما يدفع به عن نفسه، بما لا كذب فيه أو كان في إصلاح ذات البين فهذا يرجى فيه سعة، ولو كان فيه كذب وسبيله سبيل الكذب والخداع في الحرب، والإصلاح بين الزوجين ونحو ذلك.

٣٨٨٥ - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة قتّات".

قلت: رواه الشيخان في الأدب ومسلم في الإيمان وأبو داود في الأدب والترمذي في البر والنسائي في التفسير كلهم من حديث حذيفة ابن اليمان. (٣)

والقتات: قال ابن الأثير (٤): هو النمام، يقال: قتّ الحديث يقته إذا زوّره وهيأه وسوّاه وقيل: النمام: الذي يكون مع القوم يتحدَّثون فينُمّ عليهم. والقتات: الذي يتسمّع على القوم وهم لا يعلمون ثم ينمّ.


(١) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (٣/ ٢٨٧).
(٢) أخرجه البخاري (٦٠٥٨)، ومسلم (٢٥٢٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٠٥٦)، ومسلم (١٠٥)، وأبو داود (٤٨٧١)، والترمذي (٢٠٢٦)، والنسائي في الكبرى (١١٦١٤).
(٤) النهاية (٤/ ١١).