للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومعنى الحديث: أن هذه الخصال من شمائل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن جملة خصالهم فاقتدوا بهم فيها, وليس معناه: أن النبوة تتجزأ، ولا أن من جمع هذه الخصال كان نبيًّا، فإن النبوة غير مكتسبة، وإنما هي كرامة يخص الله بها من يشاء من عباده، وقيل: معناه أن من اجتمعت فيه الخصال لقيه الناس بالتعظيم والتوقير وألبسه الله لباس التقوى الذي ألبسه أنبياءه (١).

قال المصنف: في شرح السنة (٢): وقد جاء في هذا جزء من خمس وعشرين جزءًا، وفي الحديث قبله جزءًا من أربع وعشرين جزءًا فيجوز أن يكون هذا باعتبار توفر الخصال في شخص وعدم توفرها في آخر، فمن توفرت فيه كانت من أربعة وعشرين، والله أعلم بما أراد نبيه - صلى الله عليه وسلم - وترك الباقي، أربع وخمس يجوز أن يكون على معنى الخصلة أو القطعة.

٤٠٧٤ - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حدث الرجل بالحديث، ثم التفت، فهي أمانة".

قلت: رواه أبو داود في الأدب والترمذي في البر وقال: حسن إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذيب انتهى، وفي إسناده: عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله. (٣)

وعبد الرحمن بن عطاء قال فيه البخاري عنده مناكير، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ، قيل له: أدخله البخاري في الضعفاء؟ قال: يحول من هناك، وقال الموصلي:


(١) انظر هذا الكلام بتمامه في: مختصر المنذري (٧/ ١٦٣)، وكذلك معالم السنن (٤/ ٩٩)، وشرح السنة (١٣/ ١٧٧ - ١٧٨).
(٢) شرح السنة (١٣/ ١٧٧).
(٣) أخرجه أبو داود (٤٨٦٨)، والترمذي (١٩٥٩).
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عطاء وهو القرشي مولاهم أبو محمَّد الذارع المدني.
وترجم له الحافظ في "التقريب" (٣٩٧٨) وقال: صدوق فيه لين. انظر: الصحيحة (١٠٩٠).