للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آخر الترجمة، قال: وعن ابن لجرير عن جرير وذكر هذا الحديث وعزاه لأبي داود خاصة، ولهذا قال المنذري في قول أبي داود عن ابن لجرير عن جرير أن ابن جرير لم يسم، فلو كان هذا الذي روى عنه ابن ماجه لكان اسمه عبيد الله وكلام الذهبي في الكاشف موافق لذلك (١).

٤١٢٧ - في قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} فقال: أما والله لقد سألت عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمرًا لا بد لك منه، فعليك نفسك، ودع أمر العوام، فإن وراءكم أيام الصبر، فمن صبر فيهن، فكأنما قبض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عمله" قالوا: يا رسول الله أجر خمسين منهم، قال: "أجر خمسين منكم".

قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما في الفتن والترمذي في التفسير كلهم من حديث أبي ثعلبة، قال أبو داود: اسم أبي ثعلبة جرثوم هذا آخر كلامه.

وفي اسم أبي ثعلبة اختلاف كثير: قيل: جرثومة، وقيل: جرهم، وقيل: عمرو، وقيل: الأشتر، وفي سند الحديث عتبة بن أبي حكيم الهمداني الشامي قال المنذري وثقه غير واحد وتكلم فيه غير واحد. (٢)

قوله: "ورأيت أمرًا لا بد لك منه" هكذا هو في النسخ المعتمدة وكذا رواه المصنف في شرح السنة (٣) وليست هذه اللفظة في أبي داود ولا في الترمذي ولفظ ابن ماجه: "ورأيت أمرًا لا بد أن لك به".


(١) انظر: تحفة الأشراف للمزي (٢/ ٤٣٥ - ٤٣٦)، والكاشف للذهبي (٢/ ٤٧٥).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٣٤١)، والترمذي (٤٠١٤)، وابت ماجه (٤٠١٤). وانظر: مختصر المنذري (٦/ ١٨٩).
وفي إسناده: عمرو بن جارية ذكره ابن حبان في .. "الثقات" ولم يرو عنه غير عتبة بن أبي حكيم وهو صدوق يخطيء كثيرًا، انظر: التقريب (٤٤٥٩).
(٣) شرح السنة (١٤/ ٣٤٧ - ٣٤٨).