للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وغرلًا: بضم الغين المعجمة وسكون الراء المهملة جمع أغرل وهو الأقلف، والغرلة: ما يقطعه الختان، والمراد: أنهم يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم ولا يفقد منهم شيء.

قال في شرح السنة (١): لم يُرد به الردة عن الإسلام، إنما معناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة، والتأخر عنها، والرجوع عما كان عليه من صدق العزيمة، وكذلك قيد بقوله على أعقابهم، ولم يرتد بحمد الله تعالى أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ارتد قدم من جفاة العرب، وأصيحابي: إنما صغّر ليدل على قلة عددهم.

٤٤٣٣ - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلًا"، قلت: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعًا، ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: "يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض".

قلت: رواه البخاري في الرقائق ومسلم في صفة القيامة والنسائي في الجنائز وابن ماجه في الزهد كلهم من حديث عائشة. (٢)

٤٤٣٤ - قال أنس: إن رجلًا قال: يا نبي الله! كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرًا على أن يُمشيه على وجهه يوم القيامة".

قلت: رواه البخاري في تفسير سورة الفرقان وفي الرقائق ومسلم في التوبة والنسائي في التفسير كلهم من حديث أنس (٣) وفيه: قال قتادة حين بلغه ذلك: بلى وعزة ربنا.

٤٤٣٥ - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَلقى إبراهيم أباه يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة، وغَبَرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك: لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يُبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله عز وجل: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال


(١) شرح السنة (١٥/ ١٢٣ - ١٢٤).
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٢٧)، ومسلم (٢٨٥٩)، والنسائي (٤/ ١١٥)، وابن ماجه (٤٢٧٦).
(٣) أخرجه البخاري (٤٧٦٠)، ومسلم (٢٨٠٦)، والنسائي (٣٨٧).