للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: رواه مسلم في صفة النار من حديث سمرة بن جندب (١)، ولم يخرج البخاري هذا الحديث، وحجزته "بضم الحاء وإسكان الجيم وفتح الزاي المعجمة معقد إزاره وسراويله، والترقوة: بفتح التاء وضم القاف وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.

٤٥٤٨ - قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المُسرع".

قلت: الصواب أن هذا الحديث رواه الشيخان (٢) في صفة النار من حديث فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة، وقد ذكره الحافظ عبد الحق فيما اتفق عليه الشيخان، وأسقطه الحميدي من كتابه الذي جمع فيه بين الصحيحين فلم يذكره، وعزاه ابن الأثير (٣) لمسلم خاصة.

٤٥٤٩ - وفي رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام"

قلت: رواه مسلم في صفة النار، ولم يخرجه البخاري (٤)، وهذا الحديث والذي قبله يدل كل منهما على عظم جثة الكافر وإنما كان كذلك ليعظم عذابه ويتضاعف، وهذا إنما هو في بعض الكفار بدليل أنه قد جاءت أحاديث أخر تدل على أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صفة الرجال، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، ولا شك أن الكفار في عذاب جهنم يتفاوتون كما قد علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع أن من كفر بالله وقتل الأنبياء وفتك في المسلمين وأفسد في الأرض ليس عذابه مساويًا لعذاب من كفر بالله فقط وأحسن للأنبياء والمسلمين.


(١) أخرجه مسلم (٢٨٤٥).
(٢) أخرجه البخاري (٦٥٥١)، ومسلم (٢٨٥٢).
(٣) انظر: جامع الأصول (١٠/ ٥٤٢).
(٤) أخرجه مسلم (٢٨٥١).