للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٥٧٤ - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم".

قلت: رواه مسلم في أواخر الكتاب ولم يخرجه البخاري (١) ولما خلقت الملائكة من نور كانوا خيرًا محضًا، والجان لما خلقوا من مارج من نار أي من شواظ ذي لهب وإيقاد ودخان كانوا شرًّا محضًا، والخير فيهم قليل، ومعنى قول - صلى الله عليه وسلم - "مما وصف لكم" مما ذكره في كتابه سبحانه وتعالى أي من تراب صير طينًا كما أخبرنا به تعالى في غير موضع من كتابه، وفي الخبر أن الله تعالى لما أراد خلق آدم أمر من قبض قبضة من جميع أجزاء الأرض فأخذ من حزنها وسهلها وأحمرها وأسودها فجاء ولده كذلك.

٤٥٧٥ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما صوّر الله آدم في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به، ينظر ما هو، فلما رآه أجوف، عرف أنه خلق خلقًا لا يتمالك".

قلت: رواه مسلم في الأدب من حديث ثابت عن أنس بن مالك (٢).

ويطيف به قال أهل اللغة: طاف بالشيء يطوف طوفًا وأطاف يطيف إذا استدار حوله، والأجوف: صاحب الجوف قوله - صلى الله عليه وسلم -: لا يتمالك "أراد جنس بني آدم"، لا يملك دفع الوسواس عنه، وقيل غير ذلك، وآدم صلوات الله عليه معصوم، وإنما المراد ذريته إذ هم مخلوقون كهو.

٤٥٧٦ - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا خير البرية، فقال: "ذاك إبراهيم".

قلت: رواه مسلم في المناقب وأبو داود في السنة والترمذي في التفسير وكذلك النسائي في التفسير ولم يخرجه البخاري. (٣)


(١) أخرجه مسلم (٢٩٩٦).
(٢) أخرجه مسلم (٢٦١١).
(٣) أخرجه مسلم (٢٣٦٩)، وأبو داود (٤٦٧٢)، والترمذي (٣٣٥٢)، والنسائي في الكبرى (١١٦٩٢).