للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجه من الوجوه إلا من هذا الوجه، ولم يقل فيه محمد بن إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة انتهى كلامه.

يشير بذلك إلى أن محمد بن إسحاق مدلس وإذا قال المدلس: عن فلان، ولم يقل: حدثنا أو سمعت أو أخبرنا، لم يحتج بحديثه قال المنذري (١): وقد رواه يحيى بن معين وغيره ولم يذكر فيه لفظة "به" وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي (٢): وقد تفرد به يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم القرشي، وليس لهما في صحيح البخاري ولا في صحيح مسلم رواية، وانفرد به محمد بن إسحاق ابن يسار عن يعقوب وابن إسحاق لا يحتج بحديثه، وقد طعن فيه غير واحد من الأئمة، وكذبه جماعة منهم، فقال أبو بكر البيهقي (٣): والتشبيه بالقبة إنما وقع للعرش وهذا حديث تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن يعقوب بن عتبة، وصاحبا الصحيح لم يحتجا بهما انتهى كلامه، وقد تأوله الأئمة على تقدير صحته، قال الخطابي (٤): معنى قوله: "أتدري ما الله". معناه: أتدري ما عظمة الله وجلاله، وأشار إلى أن ظاهر الحديث فيه نوع من الكيفية، والكيفية عن الله وعن صفاته منتفية، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله وجلاله سبحانه وتعالى تنزه عن الكيف.

ومعنى: إنه ليئط به قال ابن الأثير (٥): يعجز عن حمله (٦).


(١) انظر: مختصر المنذري (٧/ ٩٧ - ١٠١).
(٢) وقد صنف الحافظ ابن عساكر -رحمه الله- جزءًا في الطعن في هذا الحديث سماه: "بيان الوهم والتخليط الواقع في حديث الأطيط" كما في البداية والنهاية (١/ ١١).
(٣) انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣١٩).
(٤) انظر: معالم السنن (٤/ ٣٠٢).
(٥) انظر: النهاية (١/ ٥٤).
(٦) قال الذهبي في العلو ص ٣٩: "هذا حديث غريب جدًّا فرد، وابن إسحاق حجة في المغازي إذا أسند وله مناكير وعجائب، والله أعلم أقال النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا أم لا، وأما الله عز وجل فليس كمثله شيء جل =