للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واختلف الناس في كيفية الإسراء والصحيح الذي عليه عامة السلف أنه كان مرتين مرة في المنام وأخرى بجسده عند الله، قال الزهريّ: وكان بعد مبعثه - صلى الله عليه وسلم - بخمس سنين، هذا هو الصحيح وقد غلط العلماء شريكًا في قوله كان قبل البعثة (١).

والحطيم: بمكة بين الركن والباب، وقيل: هو الحجر المخرج من الكعبة، وسمي به لأن البيت رفع وترك هو محطومًا، قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ابنا خالة". قال ابن السكيت: يقال: هما ابنا عم ويقال: ابنا خال، ويقال: هما ابنا خالة، ولا يقال: ابنا عمة.

وسدرة المنتهى: قال ابن عباس وغيره: سميت بذلك لأن علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها أحدٌ إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن مسعود: سميت بذلك لكونه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها من أمر الله تعالى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا نبقها مثل قلال هجر" النبق: بفتح النون وكسر الباء وقد يسكن ثمر السدر، واحدته نبقة ونبقة، وأشبه شيء به العناب، قبل أن تشتد حمرته، والقلال: بكسر القاف جمع قلة، والقلة: جرة عظيمة تسع قربتين أو أكثر.

قال في النهاية (٢): وهجر اسم بلد معروف بالبحرين وهو مذكر مصروف وأما هجر التي تنسب إليها القلال فهي قرية من قرى المدينة (٣).

وأما قول "بواب السماء": وقد بعث إليه، فمراده، وقد بعث إليه للإسراء وصعود السموات، وليس مراده الاستفهام عن أصل البعثة، والرسالة، فإن ذلك لا يخفى عليه إلى هذه المدة، وهذا هو الصحيح والله أعلم. ذكر ذلك جماعات من العلماء.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فرجعت فوضع عني عشرًا" أي فرجعت إلى الموضع الذي ناجيته منه، وقال: مقابل النهران الباطنان هما السلسبيل والكوثر.


(١) انظر: المنهاج للنووي (٢/ ٢٧٤).
(٢) انظر: النهاية (٥/ ٢٤٦ - ٢٤٧).
(٣) انظر: شرح الحديث في المنهاج للنووي (٢/ ٢٩٠ - ٢٩٣).