للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: رواه أصحاب الكتب الستة وأحمد إلا الترمذي كلهم في الصلاة من حديث عائشة (١). ومعني يتأول القرآن: يعمل بما أمر به في قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} فكان - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا الكلام البديع في الجزالة المستوفي ما أمر به في الآية، وكان يأتي به في الركوع والسجود، لأن حالة الصلاة أفضل من غيرها، فكان يختارها لأداء الواجب الذي أمر به ليكون أكمل.

٦٢٠ - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبّوح قُدُّوس ربُّ الملائكة والروح".

قلت: رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث عائشة ولم يخرجه البخاري (٢).

وسبوح وقدوس: بضم السين والقاف وبفتحهما، والضم أفصح وأكثر، قال الجوهري (٣): سُبُّوح من صفات الله تعالى، قال ثعلب: كل اسم على فُعُّول مفتوح الأول، إلا السُّبُّوح والقُدُّوس، فإن الضَمَّ فيهما أكثر، وكذلك الذُرُّوحُ وهي دُويبة حمراء مُنَقَّطة بسوادٍ تطير، وهي من ذوات السموم، قال ابن فارس وغيره: سبوح هو الله عز وجل، فالمراد بالسُّبوح والقُدوس: المسبّح والمقدّس، فكأنه قال مسبّح مقدّس رب الملائكة والروح، ومعنى سُبّوح: المبرأ من النقائص، والشريك، وكل ما لا يليق بإلالهية، وقدوس: المطهّر عن كل ما لا يليق بالخالق.


(١) أخرجه البخاري (٨١٧)، مسلم (٤٨٤)، وأبو داود (٨٧٧)، والنسائي (٢/ ٢١٩)، وابن ماجه (٨٨٩)، وأحمد (٦/ ٤٣)، وأخرجه الطبراني في الدعاء (٦٠٠)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٠٩)، وفي الدعوات الكبير (٧٦)، والبغوي في شرح السنة (١٦١٨).
(٢) أخرجه مسلم (٤٨٧)، وأحمد (٦/ ٣٤)، وأبو داود (٨٧٢)، والنسائي (٢/ ٢٢٤).
(٣) الصحاح للجوهري (١/ ٣٧٢ و ٣٦٢)، وانظر مجمل اللغة (٢/ ٤٨٢).